للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لي إِذا كَانَ هَذَا مَعَ غلظ الْبَوْل فقد دلّ أَنه لَا آفَة بالعروق الْبَتَّةَ وَحين إِذْ الآفة بالمثانة لآن الكلى لَا يكون فِيهَا مثل هَذَا أبدا.

وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا فانه لَيْسَ بإضطرار أَن يكون ذَلِك من الْعُرُوق لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ذَلِك من المثانة وَإِنَّمَا رق الْبَوْل لعِلَّة أُخْرَى بالعروق لَا يكون مِنْهَا قشور كَمَا نرى للعلل الآخر.

قَالَ: الْبَوْل يَجِيء من الْعُرُوق ويتصفى فِي الكلى ويمر بالبربخين ويجتمع فِي المثانة وَلذَلِك يدل على أَحْوَال هَذِه الْمَوَاضِع كلهَا.

من بَال بَغْتَة دَمًا فقد انصدع عرق فِي كلاه.

وَقد فسر فِي بَابه من كَانَ يرسب فِي بَوْله رمل فان الْحَصَى هُوَ ذَا تتولد فِي كلاه.

من بَال دَمًا عبيطاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل وأصابه وجع فِي أَسْفَل بَطْنه وعانته فان مَا يَلِي مثانته وجع.

من كَانَ لبوله رَائِحَة مُنكرَة وَهُوَ يَبُول دَمًا وقيحاً وقشوراَ فَذَلِك يدل على قرحَة فِي مثانته تَفْسِير فِي بَابه.

الْمقَالة السَّابِعَة من الْفُصُول: من كَانَ بِهِ حمى وَكَانَ يرسب فِي بَوْله ثفل شَبيه بالسويق الجريش فَذَلِك يدل على أَن مَرضه يطول.

قَالَ جالينوس: الْبَوْل الَّذِي يرى شيبهاً بالسويق الجريش فَذَلِك يدل على الْهَلَاك كَمَا قيل فِي تقدمة الْمعرفَة وَأكْثر من يرى هَذَا من بَوْله يَمُوت قبل أَن يطول مَرضه.

فَأَما الَّذين يسلمُونَ مِمَّن يرى هَذَا فِي أبوالهم فكلهم يطول مَرضه لِأَن الْمَرَض الَّذِي فِيهِ هَذَا الْبَوْل يدل على أَنه يحْتَاج إِلَى نضج كثير.

وَقد ذكر فِي كتاب إبيذيميا عدد مرضى ظهر فِي أبوالهم هَذَا الثفل مَاتَ بَعضهم سَرِيعا وَبَعْضهمْ سلم بعد أَن طَال مَرضه.

وَمِنْهُم الْمَرِيض الَّذِي وَصفه بعد حالات الْهَوَاء الثَّلَاث واسْمه سَلس وَالْآخر الَّذِي بلغه بِالنَّفسِ فَالْأَمْر فِي هَذَا الْبَوْل إِنَّه إِنَّمَا ينذر بِهَلَاك سريع وَإِمَّا بطول مرض صَحِيح تشهد بِهِ التجربة أَلا أَن الْأَكْثَر يَمُوت قبل أَن يطول مَرضه.

قَالَ: إِذا كَانَ الْغَالِب على الثفل الَّذِي فِي الْبَوْل المرار وَكَانَ أَعْلَاهُ رَقِيقا دلّ على أَن الْمَرَض)

حاد.

قَالَ ج: مَا رَأَيْت بولاً قطّ يغلب على ثفله المرار ومائيته رقيقَة. وَلم يستحسن سَائِر كَلَامه فِي هَذَا الْموضع.

وَقَالَ حنين قولا حسنا: إِن اللَّفْظَة الَّتِي سَمَّاهَا أبقراط رَقِيقا فِي هَذَا الْفَصْل يحْتَمل أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>