للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: لم أر فِي الثَّانِي عشر وَلَا فِي السَّادِس عشر بحرانا تَاما. فَأَما فِي السَّابِع فَلَا أحصى كم رَأَيْت فِيهِ بحرانا وَأما السَّادِس فقد يكون فِيهِ بحرانا لَكِن مَعَ أَعْرَاض صعبة وخطر شَدِيد جدا وَلَا يَصح البحران الَّذِي يكون فِيهِ وَلَا يتم وَلَا يكون بَينا وبحران السَّابِع مَعَ كثرته صَحِيح سليم وَقد قَالَ غَيْرِي أَنه رأى بحرانا فِي الثَّانِي عشر إِلَّا أَنه لم يكن منذرا بِهِ إِلَى شَرّ وَكَانَ مَعَ خطر وصعوبة.

البحران غير التَّام هُوَ الَّذِي يبْقى فِيهِ من الْمَرَض بَقِيَّة وَغير السَّلِيم الَّذِي مَعَه أَعْرَاض خبيثة.

وَغير الْبَين الَّذِي لَا يكون مَعَه خراج ظَاهر وَلَا استفراغ وَالَّذِي لم ينذر بِهِ أَي لم يدل على كَونه يَوْم قبله.

تعرف أَيَّام البحران يعسر من أجل تعرف يَوْم الِابْتِدَاء وَإنَّهُ قد اخْتلف فِي أَي الْيَوْمَيْنِ هُوَ يَوْم البحران: الْيَوْم الَّذِي تكون فِيهِ الصعوبة والشدة أَو الْيَوْم الَّذِي بعده وَمن أَنه يَنْبَغِي أَن يرى الشَّيْء مرَارًا كَثِيرَة حَتَّى يَصح وَيُمكن أَن يعْمل عَلَيْهِ.

أَيَّام البحران: يُرَاد بهَا الْأَيَّام الَّتِي يكثر فِيهَا كَون البحران فَأَما مَا لَو جَازَ مَا يكون فِيهَا فِي (مَنْفَعَة الْعلم بالبحران وأيامه) قَالَ: إِذا علم البحران وأيامه لم يُطلق لمن يُصِيبهُ بحران غير تَامّ فِي غير يَوْم بحران من غير أَن ينْتَقل إِلَى تَدْبِير الأصحاء والناقهين لَكِن يبْقى على تَدْبِير المرضى فَإنَّك إِذا فعلت بِهِ ذَلِك فخليق أَن يكمل بُرْؤُهُ وَإِن لم تفعل بِهِ ذَلِك فخليق أَن تكون العودة مهلكة وخاصة إِن كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَلم يكن الاستفراغ كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة.

الْمُتَقَدّم لجَمِيع أَيَّام البحران السَّابِع وينذر بِهِ فِي الْأَكْثَر الرَّابِع وَإِنَّمَا قَدمته لِأَن البحران يَأْتِي فِيهِ كثيرا سليما تَاما بَينا منذرا بِهِ.

الْإِنْذَار لَيْسَ يكون فِي الْبَوْل فَقَط وَلَكِن فِي النفث وَفِي البرَاز وَفِي الزِّيَادَة فِي الشَّهْوَة وَفِي زِيَادَة الْفَهم والحس وَغير ذَلِك من جَمِيع القوى.

البحران الَّذِي يكون فِي السَّابِع يكون ابْتِدَاء بِحَسب التَّغَيُّر فِي الرَّابِع وَإِن كَانَ إِلَى خير فَإِنَّهُ يكون إِلَى خير وبالضد وَأكْثر بحارين السَّابِع جَيِّدَة وَرُبمَا مَاتَ فِيهِ العليل وَتغَير فِيهِ حَال العليل إِلَى مَا هُوَ أشر ثمَّ يَمُوت فِي أحد أَيَّام البحران الَّتِي بعده.

وَأما السَّادِس فَوَجَدته كَأَنَّهُ ضد السَّابِع فِي قلَّة البحران ورداءته وَأكْثر المرضى الَّذين تَتَغَيَّر حَالهم إِلَى مَا هُوَ أشر فِي الرَّابِع يموتون فِي السَّادِس. وَإِن تغير حَالهم فِي الرَّابِع إِلَى مَا هُوَ خير تَأَخّر البحران عَنهُ إِلَى السَّابِع وَلم يَجِيء فِي السَّادِس وَإِن اتّفق أَن يكون فِي السَّادِس كَانَ مَعَه من الْخطر أَمر عَظِيم.

وَذَلِكَ أَنه يعرض لَهُ شَبيه السكتات من عدم الْحس وَالصَّوْت وَإِن عرض لَهُ استفراغ

<<  <  ج: ص:  >  >>