للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

فَأَما الثفل اللين فَيدل بِنَفسِهِ على صِحَة الهضم وقوته وَيدل مَعَ ذَلِك على)

٣ - (أَن نُفُوذ الْغذَاء قد كَانَ على مَا يجب وَيدل مَعَ هَذَا أَنه لَيْسَ فِي شَيْء مِمَّا يَلِي الْبَطن من)

٣ - (الْأَعْضَاء حرارة مفرطة من ورم حَار وَلَا غَيره.) قَالَ: فَأن ظن ظان أَنه يَنْبَغِي أَن يُزَاد فِي هَذَا القَوْل أَن يكون البرَاز مستوياً فَأن ظَنّه فضل وَذَلِكَ أَن الْمُتَّصِل لَا يكون غير مستو لِأَن أجزاءه تتحد وتلتئم حَتَّى يصير كُله كَأَنَّهُ شَيْء وَاحِد فَأن كَانَ بعض أَجْزَائِهِ خشنة وَبَعضهَا رطبَة لم يكن أَن يتَّصل لَكِن يكون مُتَفَرقًا متميزاً بعضه من بعض فَأن كَانَ هَذَا هَكَذَا أَعنِي لينًا مُتَّصِلا دلّ على أَن الْمعدة صَحِيحَة وَدلّ أَيْضا على أَنه لَا عِلّة فِي شَيْء مِمَّا حول الْمعدة وعَلى أَن نُفُوذ الْغذَاء قد تمّ على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ لَو لم يكن نُفُوذه على مَا يجب من النفض وَلم يتم على مَا يَنْبَغِي لَكَانَ البرَاز رطبا وَإِذا كَانَ خُرُوج البرَاز فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ عِنْد الصِّحَّة فالهضم لم يبطىء وَلَا بِالْقُوَّةِ الممسكة وَلَا بالدافعة بلية لِأَن البرَاز إِذا تَأَخّر خُرُوجه دلّ على أبطاء الهضم أَو على مروره فِي الأمعاء وَإِذا تقدم عَن وقته دلّ على ضعف من الْقُوَّة الممسكة وَلَيْسَ يدل على فضل من قُوَّة الْقُوَّة الْمُغيرَة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون الْمعدة فِي حَال الْمَرَض ولاسيما ومرضه حاد أقوى مِنْهَا وَهِي بِالْحَال الطبيعية ويبدو للْمَرِيض أَنَّهَا)

أَضْعَف كثيرا مِمَّا كَانَت وَهِي على الْحَال الطبيعية فَأن كَانَت سرعَة خُرُوج البرَاز مَعَ لذع فأنما كَانَت سرعَة خُرُوجه لتهيجه الدافعة فَلَيْسَ يدل هَذَا لَا على فضل قُوَّة مِنْهَا وَلَا على ضعف فَأَما البرَاز الْكَائِن خُرُوجه من غير لذع فأذا كَانَت سرعَة خُرُوجه من غير لذع وَلَا عرض آخر غَيره فِي الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي فَيدل على أَن القوى الثَّلَاث فِي الْمعدة قَوِيَّة أَعنِي الْمُغيرَة والممسكة والدافعة وَإِذا كَانَ البرَاز أقل مِمَّا يجب بِحَسب مَا يتَنَاوَل من الْغذَاء دلّ على أَنه قد احْتبسَ مِنْهُ شَيْء فِي الْأَعْوَر أَو قولون أَو فِي بعض لفائف الأمعاء الدقاق وَذَلِكَ رَدِيء على أَي وَجه كَانَ إِذا كَانَ يدل على ضعف الدافعة وَلِأَنَّهُ لَا يبْقى شَيْء مِمَّا خُرُوجه أَجود دَاخِلا فَلذَلِك مَتى اجْتمعت هَذِه العلامات الَّتِي ذكرنَا أجمع دلّ على صِحَة الْمعدة من الْعلَّة وَمَتى كَانَ مِنْهَا شَيْء نَاقص فَرُبمَا دلّ على عِلّة فِي الْبَطن نَفسه وَرُبمَا دلّ على أَن نُفُوذ الْغذَاء نَاقص وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْمعدة عِلّة أَو أَن عرضا قد حدث فِي نُفُوذ البرَاز كلذع أَو نَحوه وَأما البرَاز الطبيعي على الْحَقِيقَة فَالَّذِي قد اجْتمع فِيهِ مَعَ جَمِيع مَا وَصفنَا أَمْرَانِ أَن يمِيل إِلَى الصُّفْرَة وَأَن يكون شَدِيد النتن إِلَّا أَنه أَن كَانَ أصفر مشبعاً صرفا أَو يكون لَونه لون الطَّعَام الَّذِي أَخذ دلّ أما على أَنه لم يَأْتِ الأمعاء شَيْء من المرار الْأَصْفَر أَو على أَنه قد انْدفع إِلَى الْبَطن مِنْهُ أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي كاندفاع مرار كثير إِلَى الْبَطن فَأن كَانَ فِي أول الْمَرَض دلّ على أَن للمرار فِي ذَلِك الْمَرَض قُوَّة أَكثر مِمَّا يجب وَأَن كَانَ فِي انحطاط الْمَرَض دلّ على أَن الْبدن ينقى نقاءً مَحْمُودًا فَأَما البرَاز الَّذِي لم ينضج فَهُوَ خشن غير مسحوق ورقيق حَافظ لكيفية ذَلِك الطَّعَام الَّذِي هُوَ فضلته. وَمن البرَاز جنس ثَالِث تكون دلَالَته على انصاب الفضول إِلَى الْبَطن مثل المرار الْأَصْفَر الصّرْف فَأن هَذَا يكون إِذا انصب من الْمرة الصَّفْرَاء شَيْء كثير إِلَى الْبَطن فَأَما البرَاز الْأَخْضَر فَيدل على مرار زنجاري ق

<<  <  ج: ص:  >  >>