للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقعدة لى إِذا انقلبت شدها بخيط سير وثيق ودعه سَاعَة حَتَّى ترم ثمَّ حلّه واعمل بِهِ مَا شِئْت. وَهَذِه الْأَدْوِيَة تفتح أَفْوَاه عروق البواسير الْعَمى وَالْقلب بالقدح أسلم وَأفضل. ج: قد يعرض من هَذِه خُرُوج المقعدة ثمَّ تبقى ناتية فأصلحها بعد ذَلِك بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك.

الثَّانِيَة من ٣ (الأخلاط) الَّذين تنفتح فيهم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي السفلة لَا تصيبهم ذَات الْجنب والرئة والأكلة وَالْجُنُون والحمرة والجاورسية وتقشير الْجلد والجرب والقوابي والجذام والسرطان وَنَحْوهَا فَإِن عولجوا على غير مَا يجب عرضت لَهُم هَذِه فأهلكتهم إِلَّا أَن يدمنوا الاستفراغ من ذَلِك الْخَلْط وتنقية الْجِسْم وجودة التَّدْبِير.

السَّادِسَة من الْفُصُول: من عولج من بواسير مزمنة حَتَّى يبرأ مِنْهَا وَلم يتْرك لَهُ وَاحِدَة ينفى بهَا لم يُؤمن عَلَيْهِ الوسواس والسل ووجع الكبد وَغَيره من أمراض السَّوْدَاء كالجرب المتقشر والسرطان وداء الْفِيل وَنَحْوه. أما الاسْتِسْقَاء فَلِأَن ذَلِك الدَّم السوداوي الَّذِي كَانَ يخرج عَن الْجِسْم لَا يخرج فتنقي وَلَا ينقى الكبد مِنْهُ فَيحدث فِيهِ على (ألف ج) الْأَيَّام ورم صلب وسدة فَيفْسد مزاجه. وَأما السل فَلِأَن الْجِسْم ممتلئ من الدَّم لذَلِك وَرُبمَا تدفع الكبد لامتلائها من الدَّم إِلَى الرئة دفعا كثيرا فتتصدع عروقها بامتلائها وَلذَلِك يجب أَن تتْرك وَاحِدَة من البواسير تنقى بهَا الكبد وخاصة إِذا كَانَ مزمنا لِأَن ذَلِك يكون قد صَار عَادَة. ج: لَيْسَ يُمكن أَن تحدث البواسير دون أَن تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى المقعدة بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وغلظه لدفع الكبد إِلَيْهَا الدَّم العكر السوداوي. لى فَلذَلِك يجب أَن يجتنبوا كل مولد لمثل هَذَا الدَّم وينفعهم استفراغ الْخَلْط الْأسود والفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا قَلِيلا رَقِيقا.

الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أمورنداس وَظهر بركبتيه بثر كثير سود مَاتَ فِي الْعشْرين.

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ: فِي جسم المقعدة من عصب الْحس شَيْء يسير وَذَلِكَ مِنْهَا فِي العضل الَّذِي على المقعدة وَلذَلِك القروح الْحَادِثَة فِي هَذَا العضل عسرة الْبُرْء إِذْ تحْتَاج إِلَى اليبس القوى لفضل يبسها لِأَنَّهَا عصيبة وَلَا تحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية التجفيف لفضل حسها.

السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضلة الَّتِي تضم طرف الدبر لمنع الزبل مَوْضُوعَة عَلَيْهَا بِالْعرضِ لكيما يَنْضَم طرف المعي الْمُسْتَقيم ويجمعه جمعا محكما. لى النواصير الْعَارِضَة فِي المقعدة مَا كَانَ مِنْهَا قَرِيبا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ أقل لِأَنَّهُ لَا يذهب مَعَه كل العضلة بل قِطْعَة مِنْهَا فَلَا يذهب فعل هَذَا العضل الْبَتَّةَ. وَأما مَا كَانَ بَعيدا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ عَظِيم لِأَنَّهُ يَنْقَطِع العضلة كلهَا عِنْد الحزم فَلَا يُمكن صَاحبه إمْسَاك الْغَائِط.

<<  <  ج: ص:  >  >>