يزحم المعي الْمُسْتَقيم فَيمْنَع العليل من التبرز لشدَّة الوجع وَيجْعَل هَذَا الوجع الْبَوْل إِذا بيل بِمَنْزِلَة الْقَيْح وَفِيه ثقل راسب أَبيض لِأَن ذَلِك يدل على أَن الورم قد نضج وانفجر إِلَى أقْصَى المثانة فَإِن لم ينبعث هَذَا الْبَوْل ودامت الْحمى وصلابة المثانة فتوقع الْهَلَاك فِي الدّور الأول وَهَذَا الصِّنْف يُصِيب الصّبيان وخاصة من سَبْعَة سِنِين إِلَى خَمْسَة عشر عَاما لتخليط الصّبيان وتجتمع الأخلاط الْكَثِيرَة فِي أجسامهم فتقذف الطبيعة هَذِه الأخلاط دَائِما إِلَى نواحي المثانة فَرُبمَا استحجرت فَكَانَ مِنْهَا الْحَصَى وَقد يكون الْخَلْط حاراً فيرم فِي بعض الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَن هَذِه الأخلاط لمرورها فِي هَذِه الْمَوَاضِع دَائِما يتَوَلَّد فِيهَا كَهَذا الورم الْحَار.
الْفُصُول: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا لعرض مثل مَا يكون من قرحَة فِي المثانة أَو خراج وَنَحْو ذَلِك وَإِمَّا من مرض مثل استرخاء عضلة وَإِمَّا من سوء مزاج المثانة وَيكون على ثَمَانِيَة أضْرب فَإِنَّهُ يكون من كل مزاج مفرط يضعف قُوَّة المثانة الماسكة للبول أَو سوء مزاج الْبَوْل وحدته على الْأَكْثَر من المزاج الْحَار ثمَّ من الرطب يكون أَيْضا من ضروب آخر من سوء التَّدْبِير. لى يَنْبَغِي أَن تَقول هَاهُنَا أَن نُقْصَان الْقِسْمَة إِذا لم يكن علاجه مُفردا خَاصّا لم يضر.