للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فالزقته ببطنها، فأرضعته، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار".

فقلنا: لا، والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله تعالى أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها".

رواه البخاري (١) عن ابن أبي مريم.

ورواه مسلم (٢) عن ابن عسكر وغيره عن ابن أبي مريم.

وقد روي عن زيد بن أسلم مرسلا.


(١) في الأدب (٧/ ٧٥)، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٣٧٨ - ٣٧٩).
(٢) في التوبة (٣/ ٢١٠٩ رقم ٢٢) عن الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن سهل بن عسكر التميمي- معًا- عن ابن أبي مريم به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٤/ ١٧٤ - كشف الأستار) عن أحمد بن عبد الله بن شبويه ومحمد ابن مسكين، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (رقم ١٨) عن أبي بكر التميمي، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٢٨) من طريق إسحاق بن إبراهيم القطان المقرئ، كلهم عن سعيد ابن أبي مريم به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٨٣) وقال: رواه البزار من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وقع في رواية البخاري "تسقي"، وعند مسلم "تبتغي" وكذا في جميع النسخ لدينا وفي رواية
البغوي "تسعى".
قال الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٤٣٠): كذا للمستملي والسرخسي وللباقين "تسعى" (بفتح العين المهملة) من السعي وهو المشي بسرعة، وفي رواية مسلم عن الحلواني وابن عسكر كلاهما عن ابن أبي مريم "تبتغي" (بموحدة ساكنة ثم مثناة مفتوحة ثم غين معجمة) من الابتغاء وهو الطلب، قال عياض: وهو وهم، والصواب ما في رواية البخاري، وتعقبه النووي بأن كلا من الروايتين صواب فهي ساعية وطالبة لابنها.
وقال القرطبي: لا خفاء بحسن رواية "تسعى" ووضوحها ولكن لرواية "تبتغي" وجهًا وهو تطلب ولدها وحذف المفعول للعلم به، فلا يغلط الراوي مع هذا التوجيه. انظر "شرح مسلم" (١٧/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>