للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو عبيد (١) يقول: لا تصرفنه عن ذلك، ولا تزيلنه، والذي أراد الحسن بقوله "فلا تهيدنه الآخرة" يقول: إذا صحت نيته في أول ما يريد الأمر من البر فعرض له الشيطان.، فقال: إنك تريد بهذا الرياء فلا يمنعه من ذلك الأمر الذي قد تقدمت فيه نيته، وهذا شبيه بالحديث (٢) الآخر: "إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال إنك ترائي فزدها طولا".

[٦٤٧٥] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر، قال سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: صدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق، والإخلاص أن تريد بقلبك وعملك وفعلك رضا الله تعالى خوفا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة عملك بأنه يراك، حتى يذهب الرياء عن قلبك، ثم تذكر منة الله عليك إذ وفقك لذلك العمل، حتى يذهب العجب من قلبك، وتستعمل الرفق في عملك، حتى تذهب العجلة من قلبك، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما جعل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شئ إلا شانه".

قال أبو عثمان: والعجلة اتباع الهوى، والرفق اتباع السنة، فإذا فرغت من عملك وجلّ قلبك خوفا من الله أن يرد عليك عملك فلا يقبله منك، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (٣).

ومن جمع هذه الخصال الأربعة كان مخلصًا في عمله إن شاء الله.

[٦٤٧٦] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير، حدثنا أبو محمد الجريري، قال سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول: لم يتخلّص من هذه الثلاثة


(١) راجع "غريب الحديث" (٤/ ٤٥١ - ٤٥٢)، و"النهاية" (٥/ ٢٨٧).
(٢) مر قريبا برقم (٦٤٧٢) عن الحارث بن قيس.

[٦٤٧٥] أخرجه القشيري في "رسالته" (٢/ ٤٤٦) عن أبي عثمان قال: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى فضل الخالق.
(٣) سورة المؤمنون (٢٣/ ٦٠).

[٦٤٧٦] إسناده: جيد.
• أبو محمد الجريري هو أحمد بن محمد بن الحسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>