للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- بمعنى: "من وإلى" معًا، فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه، ويشترط حينئذ.

أولًا: أن يكون الزمان نكرة، معدودًا لفظًا؛ كمذ يومين.

ثانيًا: أو أن يكون معدودًا معنى: كمذ شهر.

لأنهما لا يجران المبهم، أي: ما عملت كذا من ابتداء هذه المدة إلى انتهائها، وعما عملت كذا من ابتداء شهر إلى انتهائه.

والمراد بالمبهم هنا: الوقت النكرة غير المعدودة لفظًا أو معنى، نحو: "برهة" ولا ينافيه قول زهير بن أبي سلمى:

لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين مذ جحج ومذ دهر١

لأن الدهر متعدد في المعنى٢.

ويأتون بهذا البيت أيضًا شاهدًا على قلة الجر بعد "مذ" في الماضي، أما "منذ" فما بعده يترجح جره في الماضي٣.


١ المراد بالحجر: حجر ثمود، وقوله: أقوين، أي: خلون.
٢ نقلنا هذا التعليل عن الصبان؛ وهو أيضًا في غيره من كتب المتقدمين.
٣ ما قاله الباحث هنا في تعريف: "الظرف المبهم" لا يشمل أنواعًا كثيرة نص عليها النحاة في تعريفهم الدقيق، الذي عرضناه في رقم٢ من هامش ص٢٥٢، وبه تزول بعض الشبهات التي اعترضت الباحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>