أخبرَنا الشَّيخُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ عتيقِ بنِ عيسى الأنصاريُّ، والشَّيخُ
أبو الطَّيِّبِ عبدُ المُنعمِ بنُ يحيى بنِ خَلفٍ الحِمْيَرِيُّ- إذنًا مُشَافَهَةً بالإسكندريَّة وآخرون- قالوا: أخبرنا القاضِي الإمامُ الحافظُ أبو الفَضلِ عِيَاضُ بنُ مُوسَى بن عِيَاضٍ اليَحْصُبِيُّ- إجازَةً- قال:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ صلَواتِه على مُصطفاهُ مُحمَّدٍ خاتم النَّبيين، وقفْتُ -أدامَ اللهُ توفيقَك، ونَهَجَ لِمَهْيَعِ (١) الحقِّ طريقَك- على ما سألتَ عنه من حديثِ أمِّ زرعٍ، وتفسيرِ مشكلِ معانِيه وأغراضِهِ، وفتحِ مُقفَلِ غرِيبِهِ وألفاظِهِ، فاسْتعنتُ اللهَ - عز وجل - على إجابَتِكَ، واستمددتُه التوفيقَ إلى الصَّوابِ مِنْ قصدِ إرادَتِك، واللهُ يعصِمُ كُلًّا بتقواهُ، ويُسْبِغُ عليك نِعماهُ، بعزَّتِه لا إلهَ سواهُ.
ورأينَا أنْ نَبتدِئ بالحديثِ وسِياقةِ متنِهِ، مع اختلافِ ألفاظِ نَقلتِه، وزيادةِ بعضِهم على بعضٍ في سردِهِ، ثمَّ نذكر بعد ذلك عِلَّةَ إسنادِه، وشرحَ غريبِهِ، وعويصَ إعرابِهِ، ومعانِيَ فصولِه /، وما يتعلَّقُ به مِنْ فقهٍ، وتَنقدِحُ منه مِنْ فائدةٍ، ويتَّجه فيه من وجهٍ، بحولِ اللهِ تعالى.
(١) المهيع: الطريق المنبسط الواسع. ينظر: «تهذيب اللغة» (٣/ ١٧)، و «النهاية في غريب الحديث» (٤/ ٣٧٧).