للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومما جاء من ذلك شعر قول حسان:

ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم ... وفيكم نبي عنده الوحي واضعه١

فالوحي فاعل. وقول الشاعر:

أحقا بني أبناء سلمى ابن جندل ... تهددكم إياي وسط المجالس؟

فتهددكم فاعل وليس بمبتدأ.

فأما قوله إن في تقديم ما نعتهم زيادة معنى فقد تكلمنا عليه فيما سبق.

١٠٣- قال المصنف: ومن باب هذا الباب قوله تعالى: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ} فقدم خبر المبتدأ عليه.

ومثل قوله: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، قال: فهذا يدل على تخصيص الشخوص بالأبصار دون غيرها، وعلى تخصيص الكفار بالشخوص دون غيرهم.

أما الأول فلأنه لو قال فإذا أبصار الذين كفروا شاخصة جاز أن يضع موضع شاخصة حائرة أو مطموسة أو غير ذلك، فلما قدم الضمير اختصت الأبصار بالشخوص دون غيرها.

وأما الثاني فلأنه لما أراد أن الشخوص خاص بالكفار دون غيرهم دل


١ ديوان حسان ٧٢ وفي الفلك الدائر "وفينا نبي".

<<  <   >  >>