للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، [والبطاقة في كفة]، قال: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم" (١). وهكذا روى الترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، من حديث الليث، زاد الترمذي: "ولا يثقل مع اسم الله شيء". وفي سياق آخر: "توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة" (٢) وفي هذا السياق فائدة جليلة، وهي أن العامل يوزن مع عمله، ويشهد له ما روى البخاري عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: "أنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرءوا إن شئتم: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: ١٠٦] " (٣). وروى الإمام أحمد، عن ابن مسعود: أنه كان يجني (٤) سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله : "مم تضحكون؟ " قالوا: يا نبي الله! من دقة ساقية، فقال: "والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد" (٥). وقد وردت الأحاديث أيضا بوزن الأعمال أنفسها، كما في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله : "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان" (٦). وفي الصحيح، وهو خاتمة كتاب البخاري، قوله : "كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان


(١) صحيح، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي وفي روايتهما: "فلا يثقل مع اسم شيء" وأما رواية الكتاب فهي رواية لأحمد "٢/ ٢١٣" وهي شاذة. وقد تكلمت على إسناد الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "١٣٥".
(٢) هو الحديث المتقدم. وهذا لفظ آخر له، ولا يصح من قبل سنده، لأن فيه ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ فلا يحتج بما تفرد، أخرجه أحمد "٢/ ٢٢١".
(٣) صحيح، ورواه مسلم أيضا "٨/ ١٢٥".
(٤) في "المسند": يجتني.
(٥) حسن، رواه أحمد في "المسند" "١/ ٤٥٠" بسند حسن.
(٦) صحيح، وهو مخرج في "تخريج مشكلة الفقر" برقم "٥٩".

<<  <   >  >>