للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصابوني: سمعت الأستاذ أبا منصور بن [حماد]-بعد روايته حديث النزول- يقول: سئل أبو حنيفة ؟ فقال: ينزل بلا كيف. انتهى.

وإنما توقف من توقف في نفي ذلك، لضعف علمه بمعاني الكتاب والسنة وأقوال السلف، ولذلك ينكر بعضهم أن يكون فوق العرش، بل يقول: لا مباين، ولا مجانب (١)، لا داخل العالم ولا خارجه، فيصفونه بصفة العدم والممتنع، ولا يصفونه (٢) بما وصف به نفسه من العلو والاستواء على العرش، ويقول بعضهم: بحلوله في كل موجود، أو يقول: هو وجود كل موجود ونحو ذلك، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا.

وسيأتي لإثبات صفة العلو لله تعالى زيادة بيان، عند الكلام على قول الشيخ : محيط بكل شيء وفوقه، إن شاء الله تعالى.

قوله: "والمعراج حق، وقد أسري بالنبي وعرج بشخصه في اليقظة، إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى".

ش: "المعراج": مفعال، من العروج (٣)، أي الآلة التي يعرج فيها، أي يصعد، وهو بمنزلة السلم، لكن لا يعلم كيف هو، وحكمه كحكم غيره من المغيبات، نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.

وقوله: وقد أسري بالنبي وعرج بشخصه في اليقظة، اختلف الناس في الإسراء.

فقيل: كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده، نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية ، ونقل عن الحسن البصري نحوه، لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال: كان الإسراء مناما، وبين أن يقال: كان بروحه دون جسده،


(١) في الأصل: محاير.
(٢) في الأصل: يصفوا.
(٣) في الأصل: المعروج.

<<  <   >  >>