فأعطاه وحرم الفرزدق، قلنا: وشعر الفرزدق أحسن وأجود، وأكثر طلاوة، وأبين بلاغة وفصاحة، ولكنه مفارق لحسن الأدب، ولما يوجبه العقل، لأن العاقل لا يفتخر بحضرة السلطان، ولا يمدح نفسه عند الملوك، وأعقل الناس أخضعهم للسلطان، والكبر عليهم هلكة.
[أول لواء عقد]
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن ابى جعفر عن المدائنى عن رجاله قال:
أول لواء عقده رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لواء أبيض لحمزة، حمله مرثد حليف حمزة فى السنة التى هاجر فيها فى شهر رمضان، بعثه فى ثلاثين رجلا من المهاجرين يعترض عير قريش مقبلة من الشام، فلقى أبا جهل وأبا سفيان فى ثلاثمائة، فحجز مجدى بن عمرو الجهنى بينهم، فانصرفوا من غير قتال.
وكانت رايته يوم حنين سوداء من برد لعائشة، وأول ما عقدت الرايات يومئذ، وكانت قبل ذلك الألوية. وكانت راية على يوم صفين سوداء، يحملها الحضين بن المنذر، أبو ساسان، وحضين بالضاد المعجمة، وليس فى العرب