للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"الموطَّأ" وهو ابنُ عشرٍ، وأُذِنَ له في الإفتاءِ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ.

وكتبَ إليه ابنُ مَهديٍّ -وهو شابٌّ- أنْ يضعَ له كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمعَ فيه قبولَ الأخبارِ، وحُجَّةَ الإجماعِ، وبيانَ النَّاسخِ والمنسوخِ، فوضعَ له "الرسالة" (١)، وكانَ يقولُ: ما أُصلِّي صلاةً إلا وأنا أدعو له فيها.

وحَجَّ بشرٌ المرِّيسيُّ، فقالَ: ما رأيتُ مثله سائلًا ولا مجيبًا.

وقال أَحْمَدُ: ستَّةٌ أدعو لهم سَحَرًا، أحدُهم هو.

وقالَ أيضًا: هذا الذي يروى كلُّه أو عامَّتُه منه، وما بِتُّ ليلةً منذُ ثلاثين سنةً إلا وأنا أدعو له وأستغفرُ.

وقالَ أبو عبيدٍ: ما رأيتُ أعقلَ منه. وكذا قالَ يحيى بنُ أكثمَ.

وعن يحيى بنِ سعيدٍ القطَّانِ: ما رأيتُ أعقلَ ولا أفقهَ منه، وأنا أدعو اللهَ له، أَخُصُّهُ به وحدَ في كلِّ صلاة.

وعن أبي ثورٍ: مَنْ زعمَ أنَّه رأى مثلَهُ في عَمَلِهِ وفصاحتِه، وبيانه وتمكُّنِهِ، ومعرفتِه فقد كَذَبَ، كانَ منقطعَ القرينِ في حياته.

وكانَ الحُمَيْدِيُّ يقولُ: هو سيِّدُ الفقهاء، وسُمِّيَ ببغدادَ ناصرَ الحديثِ، وكانَ قَدِمَها سنةَ خمسٍ وسبعين، فأقامَ سنتين، ثُمَّ خرجَ إلى مكَّةَ، ثُمَّ قدِمَها سنةِ ثمان وسبعين، فأقامَ أشهرًا ثُمَّ خرجَ.


(١) كتاب "الرسالة" للإمام الشافعي، مطبوع ومتداول.