و"الموطَّأ" وهو ابنُ عشرٍ، وأُذِنَ له في الإفتاءِ وهو ابنُ خمسَ عشرةَ.
وكتبَ إليه ابنُ مَهديٍّ -وهو شابٌّ- أنْ يضعَ له كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمعَ فيه قبولَ الأخبارِ، وحُجَّةَ الإجماعِ، وبيانَ النَّاسخِ والمنسوخِ، فوضعَ له "الرسالة"(١)، وكانَ يقولُ: ما أُصلِّي صلاةً إلا وأنا أدعو له فيها.
وحَجَّ بشرٌ المرِّيسيُّ، فقالَ: ما رأيتُ مثله سائلًا ولا مجيبًا.
وقال أَحْمَدُ: ستَّةٌ أدعو لهم سَحَرًا، أحدُهم هو.
وقالَ أيضًا: هذا الذي يروى كلُّه أو عامَّتُه منه، وما بِتُّ ليلةً منذُ ثلاثين سنةً إلا وأنا أدعو له وأستغفرُ.
وقالَ أبو عبيدٍ: ما رأيتُ أعقلَ منه. وكذا قالَ يحيى بنُ أكثمَ.
وعن يحيى بنِ سعيدٍ القطَّانِ: ما رأيتُ أعقلَ ولا أفقهَ منه، وأنا أدعو اللهَ له، أَخُصُّهُ به وحدَ في كلِّ صلاة.
وعن أبي ثورٍ: مَنْ زعمَ أنَّه رأى مثلَهُ في عَمَلِهِ وفصاحتِه، وبيانه وتمكُّنِهِ، ومعرفتِه فقد كَذَبَ، كانَ منقطعَ القرينِ في حياته.