للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: ٥٦ - ٥٧].

فأخبر سبحانه أنهم وإن حلفوا أنهم من المؤمنين، فما هم منهم، ولكن يفزعون من العدوِّ فـ {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} يلجأون إليه مثل (١) المعاقل والحصون التي يفرُّ إليها من يترك الجهاد {أَوْ مَغَارَاتٍ} وهي جمع مغارة (٢)، سُمّيت بذلك لأن الداخل يغور فيها أي: يستتر، كما يغور الماء. {أَوْ مُدَّخَلًا} وهو الذي يُتَكَلَّف الدخول إليه إما لضيق بابه أو غير (٣) ذلك أي: مكانًا يدخلون إليه (٤) ولو كان الدخول بِكُلْفة ومشقَّة {لَوَلَّوْا} عن الجهاد {إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} أي: يسرعون إسراعًا لا يردُّهم شيء، كالفرس الجَمُوح الذي إذا حمل لا يردُّه اللجام.

وهذا وصف منطبق على أقوامٍ كثيرين في حادثتنا، وفيما قبلها من الحوادث وبعدها.

وكذلك قال في سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - : {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ} أي: فبُعدًا (٥) لهم {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ


(١) (ك): «من».
(٢) سقطت (أو مغارات) من (ف)، و (ف، ك): «مغارة ومغارات سميت ... ».
(٣) (ق، ف، ك): «لغير».
(٤) (ف): «فيه».
(٥) (ف): «بعدًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>