للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُبْرِئان من النفاق (١).

وهذه السورة نزلت في آخر مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - ــ غزوة تبوك ــ عام تسع من الهجرة، وقد عزَّ الإسلامُ وظهر، فكشف الله فيها أحوالَ المنافقين، ووصفهم فيها بالجُبْن وترك الجهاد، ووصفهم (٢) بالبخل عن النفقة في سبيل الله، والشحِّ على المال. وهذان داءان (٣) عظيمان: البُخْل والجُبْن (٤).

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - [ق ٥٤]: «شرُّ ما في المرء شحُّ هالع وجُبْن خالع» (٥) حديث صحيح. ولهذا قد يكونان من الكبائر الموجبة للنار كما دل عليه قوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: ١٨٠] وقال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: ١٦].

وأما (٦) وصفهم بالجبن والفزع؛ فقال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ


(١) انظر لهذه الأسماء «الدر المنثور»: (٣/ ٣٧٦ - ٣٧٧).
(٢) (ف): زيادة «فيها».
(٣) الأصل: «رذءان»
(٤) (ك): «الجبن والبخل».
(٥) أخرجه أحمد (٨٠١٠، ٨٢٦٣)، وأبو داود (٢٥١١)، وابن حبان (٣٢٥٠)، والبيهقي: (٩/ ١٧٠)، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٦) (ق، ف، ك): «فأما».

<<  <  ج: ص:  >  >>