للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخرج سعدان المؤدب من قرطبة إلى الحجاز وشيعة جماعة، وكان قد باع داره وشد جهاز طريقه تحته في خرجه، فقال فيه يومئذ مؤمن بن سعيد:

قد بعت دارك فأرحل غير محتقب ... زاد التقى عن بني الدنيا إلى سقر

لما رأيت أذى الأمطار متصلا ... حصنت دارك في خرج عن المطر

فلست تخشى على حيطانها زللا ... من واكف يهدم البنيان منهمر

زودتك اللعن به مخصوصا به أبدا ... لما غدوت بلا زاد على سفر

فأغرب إلى حيث لا ماء وشجر ... كما غنيت بلا ماء ولا شجر وساير أبن عمار في بعض الأسفار غلامين وسيمين من بني جهور، أحدهما أشقر والأخر بعذار أخضر، فكان يميل بحديثه من ظهر دابته إلى الذي وصفه منهما حيث قال ارتجالا:

تعلقته جهوري النجار ... حلو اللثى جوهري الثنايا

<<  <  ج: ص:  >  >>