وقال في إهداء نهر بهيم أدهم:
تقبل المهر من أخي ثقة أرسل ريحا به إلى مطر
مشتملا بالظلام من شية لم يشتمل ليلها على سحر
منتسبا لونه وغرته الى سواد الفؤاد والبصر
تحسبه من علاك مسترقا بهجة مرأى وحسن مختبر
حن إلى راحة تفيض ندى فمال ظل به على نهر
ترى به والنشاط يلهبه ما شئت من فحمة ومن شرر
أحمى من النجم يوم معركة ظهرا وأجرى به من القدر
اسود وابيض فغله كرما فالتفت الحسن منه عن حور
كأنه والنفوس تعشقه مركب من محاسن الصور
فازدد سنا بهجة بدهمته فالليل أذكى لغرة القمر
ومثل شكري على تقبله يجمع بين النسيم والزهر
وقال أيضا من أخرى:
وليل تعاطينا المدام وبيننا حديث كما هب النسيم عن الورد
نعاوده والكأس تعبق نفحة وأطيب منها ما نعيد وما نبدي
ونلقي أقاح الثغر أو سوسن الطلى ونرجسة الأجفان أو وردة الخد
إلى أن سرت في جسمه الكأس والكرى ومالا بعطفيه فمال على عضدي
فأقبلت أستهدي لما أضلعي من الحر ما بين الثنايا من البرد