وأرعن طماح الذؤابة باذخ يطال أعنان السماء بغارب
يسد مهب الريه عن كل وجهة ويزحم ليلا شهبه بالمناكب
وقور على ظهر الفلاة كأنه طوال الليالي مطرق في العواقب
يلوث عليه الغيم سود عمائم لها من وميض البرق حمر ذوائب
أصخت إليه وهو أخرس صامت فحدثني ليل السرى بالعجائب
وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك وموطن أواه تبتل تائب
وكم مر بي من مدلج ومؤؤب وقال بظلي من مطي وراكب
ولا طم من نكب الرياح معاطفي وزاحم من خضر البحار جوانبي
وكم سفرت لي من شموس وأقمر وباتت تراءى من عيون كواكب
فما كان إلا أن طوتهم يد الردى وطارت بهم ريح النوى والنوائب [١٥٥أ]
فما خفق أيكي غير رجفة أضلع ولا نوح ورقي غير صرخة نادب
وما غيض السلوان دمعي وإنما نزفت دموعي في فراق الأصحاب
فحتى متى أبقى ويظعن صاحب أودع منه راحلا غير آيب
وحتى متى ارعى الكواكب ساهرا فمن طالع أخرى الليالي وغارب
فرحماك يا مولاي دعوة ضارع يمد إلى نعماك راحة راغب
فأسمعني من وعظه كل عبرة يترجمها عنه لسان التجارب
فسلى بما أبكى وسرى بما شجا وكان على ليل السرى خير صاحب
وقلت وقد نكبت عنه لطية سلام فإنا من مقيم وذاهب