للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله لولا أنّنى ... أرجو اللّقا لقضيت نحبى

هذا وما فارقتكم «١» ... لكنّنى فارقت قلبى.

وكتب جواب كتاب ورد عليه:

شكرت لدهرى جمعه الدار مرّة ... وتلك يد عندى له لا أضيعها

وطلعة مولانا يطالع عبده ... وكلّ ربوع كان فيها ربوعها

فؤاد سقاه لا يعود غليله ... وعين رأته لا تفيض دموعها

ورد على الخادم كتاب المجلس- أعلى الله سلطانه وأثبته، وأرغم أنف عدوّه وكبته، وأصماه بسهام أسقامه وأصمته؛ ولا أخلى الدنيا من وجوده، كما لم يخل أهلها من جوده، ولا عطّل سماء المجد من صعوده، كما لم يعطّل أرضها من سعوده- وهو كتاب ثان يثنى إليه عنان الثناء، ويصف لى حسن العهد على التّناء، ويستنهض الأدعية الصالحة فى الأطراف والآناء، ويبشّر الخادم بأنه وإن كان بعيد الدار فإنه بمثابة المقيم فى ذلك الفناء، وأن هذه الخدمة التى أنعم الله عليه بها وثيقة الأساس على الدهر شامخة البناء؛ فقام له قائما على قدمه، وسجد فى الطّرس ممثّلا سجود قلمه، واسترعى الله العهد على أنه تعالى قد رعى ما أودعه فى ذمّة كرمه؛ وصارت له نجران «٢» علاقة خير صرف إليها وجهه فكأنها قبله، ودعا بنى الآمال إلى اعتقاد فضل مالكها فكأنّما يدعوهم إلى