للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا هزجت «١» فى الثقيل الأوّل نبراته «٢» ؛ أسفا على ما عدمه فى هذه الطريق، من ذلك المحيّا الطّليق، والخلق الذى هو بكل مكرمة خليق، والصفات التى يحسن بها كلّ حسن ويليق، ويعذر كلّ جفن يسفح ذخيرته شوقا إليها ويريق

قفا أو خذا فى العذل أىّ طريق ... فما أنا من سكر الهوى بمفيق

أما والهوى إنّ الهوى لأليّة ... يعظّمها فى الحبّ كلّ مشوق

لو أنّ الهوى مما تصحّ هباته ... لقاسمت منه قلب كلّ صديق

وما زار ناظر خادمه الكرى إلا تمثّل له مولاه طيفا يهمّ أن يتعلّق بأذياله، وقبل تمويه ناظره على قلبه فى وصاله

وودّ أن سواد الليل مدّ له ... وزاد فيه سواد القلب «٣» والبصر

ولقد وجد طعم الحياة لبعده مرّا، وقال بعده للذّتى العين والقلب: مرّا

وها هو يرجو فى غد [وعد «٤» ] يومه ... لعلّ غدا يأبى «٥» لمنتظر عذرا

وإلى الله سبحانه وتعالى يرغب أن يجعله بالسلامة مكنوفا، وصرف الحدثان عن ساحته مكفوفا «٦» ، وعنان الصّروف عن فنائه مصروفا، ووفود الرجاء على أرجائه عكوفا؛ وأن يمتع الوجه «٧» بوصفه الذى هو أشرف من كلّ وجه موصوفا