للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هنالك يرتع فى تلك الرّياض التى غصونها أسطارها، وشكلها أطيارها، وألفاظها نوّارها، ومعانيها ثمارها، وبلاغتها أنهارها، وجزالتها تيارها

إن أظلمت للنفس فيها ليلة ... قمر المعانى عندنا سمسارها «١»

ويتلقّاه قبل يده بقلبه، ويكاد يسبق ضميره إلى أكله وشربه

ويظنّه والطرف معقود به ... شخص الرقيب «٢» بدا لعين محبّه

وإذا ضنّ مولاه بمأثوره، جاد عليه بميسوره؛ ... «٣»

فكأنّنى أهديت للشمس السّنا ... وطرحت ما بين المصاحف دفترا

وعلى كلّ حال فيسأله أن يواصله من مراسمه بما ينتظره ناظره ليجد نورا، وقلبه ليستشعر به سرورا، وخاطره ليجعله بينه وبين الهمّ سورا؛ وألّا يخلى رفقة من كتاب ولو بالقلائد القلائل من درر أقلامه، ودرارىّ كلامه.

وكتب: لو استعار الخادم- أدام الله نعمة المجلس- أنفاس البشر كلاما، وأغصان الشجر أقلاما؛ وبياض النهار أطراسا، وسواد الليل أنفاسا «٤» ؛ ما عبّر عن الوجد الذى عبّرت عنه عبراته، ولا عن الشوق الذى لا يستثير مثله معبدا «٥»