جيشا يأخذ به ثأر أبيه من بنى أسد. وإشارته إلى الصحّة لقول امرئ القيس فى قصيدته السينيّة:
وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة ... لعلّ منايانا تحوّلن أبؤسا
لقد طمح الطمّاح من بعد أرضه ... ليلبسنى من دائه ما تلبّسا
و «الطّماح» رجل من بنى أسد أرسله قيصر إلى امرئ القيس بحلّة مسمومة، فلما لبسها تقطّع ومات بأنقرة. وإشارته إلى أسد لأن بنى أسد كانوا قتلوا حجر ابن الحارث يوم ماقط.
ودوّخت آل ذبيان وإخوتهم ... عبسا وعضّت بنى بدر على النّهر
أشار إلى ما كان بين عبس وذبيان من الحروب بسبب داحس والغبراء.
وسير ذلك فى وقائع العرب إن شاء الله تعالى.
وألحقت بعدىّ بالعراق على ... يد ابنه أحمر العينين والشّعر
أراد عدىّ بن أيوب بن زيد مناة بن تميم الشاعر. وأحمر العينين والشعر هو النّعمان بن المنذر. وكان عدىّ هذا ترجمانا لأبرويز وكاتبه بالعربيّة، فلما مات قابوس بن المنذر تلطّف عدىّ وتحيّل على أبرويز حتى ولّى النعمان إمرة العرب وقدّمه على إخوته وكان أدمّهم، ثم اتهمه النعمان أنه وشى به فاحتال عليه حتى ظفر به وحبسه ثم قتله بالعراق؛ فتلطّف ابنه زيد بن عدىّ وتوصّل حتى خدم أبرويز على عادة أبيه، وأوقع بين أبرويز والنعمان حتى قتله أبرويز، على ما يرد إن شاء الله تعالى فى التاريخ. والله أعلم.
وأشرفت بخبيب فوق فارعة ... وألصقت طلحة الفيّاض بالعفر
أشار إلى خبيب بن عدىّ الأنصارىّ وهو بدرىّ وأسر فى السريّة التى خرج فيها مرثد بن أبى مرثد فانطلق به المشركون إلى مكّة واشتراه حجر بن إهاب التميمىّ