للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«اليمن» كلّهم باتفاق العلماء بالأنساب من ولد قحطان، ومنهم ملوك نذكرهم إن شاء الله فى التاريخ. و «مضر» بن نزار بن معدّ بن عدنان. وقدّ تقدم ذكرهم فى الأنساب.

ومزّقت سبا فى كلّ قاصية ... فما التقى رائح منهم بمبتكر

«سبأ» الذى أشار إليه هو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، واسمه عبد شمس، وإنما قيل فيه سبأ لأنه أوّل من أدخل بلاد اليمن السّبى. وكان له عشرة أولاد سكن الشام منهم أربعة وهم: لخم وغسّان وجذام وعاملة، وسكن اليمن منهم ستة: كندة ومذحج والأزد وأنمار [والأشعر وعمرو [١]] ؛ وقد ذكر الله عزّ وجل تمزيقهم بقوله: وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ

. وسنذكر أخبار سيل العرم وسدّ مأرب.

وأنفذت فى كليب حكمها ورمت ... مهلهلا بين سمع الأرض والبصر

«كليب» الذى ذكر هو كليب بن ربيعة بن الحارث الذى ضرب به المثل فقيل: «أعزّ من كليب وائل» . وأشار ابن عبدون فى هذا البيت إلى ما كان من قتل جسّاس بن مرّة كليبا وما وقع بين بكر وتغلب من الحروب التى نشرحها إن شاء الله فى وقائع العرب. وقوله: «ورمت مهلهلا بين سمع الأرض والبصر» كأنه أراد ما حكى أنه قتل فى موضع لم يطّلع عليه أحد، وهو مثل؛ يقال: فعل كذا وكذا بين سمع الأرض وبصرها إذا فعله خاليا.

ولم تردّ على الضّلّيل صحّته ... ولا ثنت أسدا عن ربّها حجر

«الضّلّيل» الذى أشار إليه هو امرؤ القيس بن حجر بن عمرو، والحارث هو آكل المرار؛ وسمّى امرؤ القيس بالضلّيل لأنه ترك ملكه وتوجّه إلى قيصر يطلب منه


[١] التكملة عن قلائد الجمان فى التعريف بقبائل عرب الزمان للعلامة القلقشندى مؤلف كتاب صبح الأعشى. وفى الأصل بيان.