أعطت أبا القاسم الأملاك بيعتها ... ولو أبت أخذت أسيافه البيعا
وانقاد أعداؤه ذلّا لهيبته ... وظلّ متبوعهم من خوفه تبعا
أضحت به همم الغلمان عالية ... كأنّ مولاهم الإخشيد قد رجعا
وقال مهلهل بن يموت يرثيه أيضا:
أىّ عزّ مضى من الإسلام! ... أىّ ركن أضحى حديث انهدام!
ذاق موتا محمد بن طغج ... هو ليث الشّرى وغيث الغمام
فقد الناس مولى الإنعام ... فهم سائمون كالأنعام
مات ربّ العلا وراعى الرعايا ... والسرايا وكافل الأيتام
أين ما كنت فيه من عزّك البا ... ذخ والمرتقى عزيز المرام!
أين ذاك الحجاب والملك والهي ... بة أين الزّحام وقت الزّحام!
من أمير وقائد وخطير ... ورئيس وماجد وهمام
كلّهم مطرق لديك من الهي ... بة خوف الإجلال والإعظام
أين تلك الخيام حولك إن عرّ ... ست والأسد حول تلك الخيام
من عديد وعدّة لك ما بي ... ن قعود فيها وبين قيام
لم يطق جمعهم دفاع الرّدى عن ... ك ولم يمنعوك منع اعتصام
أسلمتك الخيول قسرا وقد كن ... ت عليها سورا على الإسلام
خانك السيف وهو يصدر عن أم ... رك مستعديا بغير احتجام
خذل الرمح وهو عونك لوحا ... ن لقاء وثار نقع قتام
لم تردّ القسىّ عنك سهام ال ... حتف والحتف عندها فى السهام
ما وقتك الحراب حرب المنايا ... حين وافاك جيشها من أمام