للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الطيب المتنبّى يرثيه:

هو الزمان مشتّ بالذى جمعا ... فى كل يوم نرى من صرفه بدعا

لو كان ممتنع تغنيه منعته ... لم يصنع الدهر بالإخشيد ما صنعا

ذاق الحمام فلم تدفع كتائبه ... عنه القضاء ولا أغناه ما جمعا

لقد نعى من نعاه كلّ مفتخر ... وكلّ جود لأهل الأرض حين نعى

لله ما حلّ بالإسلام حين ثوى! ... لقد وهى شعب هذا الدّين فآنصدعا

فمن تراه يقود الخيل ساهمة ... سدّ الفضاء وملء الأرض ما وسعا

ترى الحتوف غلوقا فى أسنّته ... لدى الوغى وشهاب الموت قد لمعا

لو كان يسطيع قبر ضمّه لسعى ... إليه شوقا ليلقاه وإن شسعا

فليعجب الناس من لحد تضمّن من ... تضمّن الرزق بعد الله فاضطلعا

لو يعلم اللحد ما قد ضمّ من كرم ... ومن فخار ومن نعماء لاتّسعا

يا لحده إن تضق عنه فلا عجب ... فيه الحجا والنّهى والبأس قد جمعا

يا لحد طل إنّ فيك البحر محتبسا ... واللّيث منهصرا والجود مجتمعا

يا يومه لم تخصّ الفجع أسرته ... كلّ الورى بردى الإخشيد قد فجعا

يا يومه لم تدع صبرا لمصطبر ... ولم تدع مدمعا إلا وقد دمعا

اردى الرّفاق ردى الإخشيد فآنقرضوا ... فما ترى منهم فى الأرض منتجعا

يأيها الملك المخلى مجالسه ... أحميت أعيننا الإغماض فامتنعا

ومنها:

لئن مضيت حميد الأمر مفتقدا ... لقد تركت حميد الأمر متّبعا

ثم خرج من الرثاء إلى مدح ولد الإخشيد:

ثبت الجنان فلا نكس ولا ورع ... تلقاه مؤتزرا بالحزم مدّرعا