للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله لا يدعو إلى داره ... إلا من استصلح من ذى العباد

والموت نقّاد، على كفه ... جواهر يختار منها الجياد

والمرء كالظلّ ولا بدّ أن ... يزول ذاك الظلّ بعد امتداد

لا تصلح الأرواح إلّا إذا ... سرى إلى الأجسام هذا الفساد

أرغمت يا موت أنوف القنا ... ودست أعناق السيوف الحداد

كيف تخرّمت أميرا وما ... أنجده كلّ طويل النّجاد

مصيبة أذكت قلوب الورى ... كأنما فى كلّ قلب زناد

نازلة عمّت فمن أجلها ... سنّ بنو العباس لبس السّواد

مأتمة فى الأرض لكن لها ... عرس على السبع الطّباق الشّداد

طرقت يا موت كريما فلم ... يقنع بغير النفس للضيف زاد

قصمته من سدرة المنتهى ... غصنا فشلّت يد أهل العناد

يا ثالث السّبطين خلّفتنى ... أهيم من همّى فى كلّ واد

يا نائما فى غمرات الرّدى ... كحلت اجفانى بميل السّهاد

ويا ضحيع التّرب أسقمتنى ... كأنما فرشى شوك القتاد

دفنت فى الترب ولو أنصفوا ... ما كنت إلا فى صميم الفؤاد

خليفة الله اصطبر واحتسب ... فما وهى البيت وأنت العماد

فى العلم [١] والحلم بكم يقتدى ... إذا دجا الخطب وضلّ الرشاد

وأنت لجّ البحر ما ضرّه ... أن سال من بعض نواحيه واد

ولما مات الإخشيد محمد بن طغج رثاه جماعة من الشعراء منهم محمد بن الحسن ابن زكريا فقال:


[١] كذا فى ديوان ابن النبيه طبع مصر. وفى الأصلين: «فالعلم والحلم» .