بإلهيّة الحاكم. فلم يجبه القاضى بشىء سوى أن قال حتى أدخل إلى حضرة مولانا. فطاوله الكلام، فقتله العوامّ وقتلوا رفيقيه والجماعة الّذين بالجامع أبرح قتل. ووثب العوامّ على قوم كانوا يعرفونهم بهذا المعتقد فقتلوا من وجدوه منهم وحرّقوهم «١» .
فلمّا اتّصل ذلك بالحاكم أمر بعزل أصحاب الشّرط وولّى غيرهم، وأمرهم بطلب من اعتدى على أصحاب الزّوزنى، فقبضوا على جماعة منهم يناهزون الأربعين، فقتلوا فى أوقات متعدّدة. واجتمع الأتراك وقصدوا دار الزّوزنى فغلّقها عليه وعلى من عنده، وقاتلهم من أعلاها، فهدموها ونهبوا ما فيها، وقتلوا نحوا من الأربعين رجلا ممّن كان معه فيها. وفرّ الزّوزنى فلم يقدر عليه، ودخل إلى القصر، فأخفاه الحاكم فيه. فاجتمع الأتراك ولبسوا سلاحهم وطلبوه من الحاكم، فوعدهم بتسليمه لهم، فانصرفوا. ثمّ ركبوا فى اليوم الثّانى وطلبوه منه، فخرج جوابه لهم أنّه قتل؛ فرجعوا إلى ريدان فى طلب الزّوزنى فلم يجدوه. وأظهر الحاكم الغضب على كافّة الجند طول شهر ربيع الأول، ثم رضى عنهم فى الرّابع من شهر ربيع الآخر.
وتحقق [الحاكم]«٢» أنّ أوّل من جرّأ عليه العسكر وحملهم على قتل دعاته أهل مصر، فأمهلهم حتّى دخل جمادى الآخر، ثم ابتدأ فى التّدبير عليهم.
فأوّل ما عمل أن سلّط عليهم الرّجّالة ومقدّمى السّودان وغيرهم، وقرّر