فواعجبا كيف اتفقنا؛ فناصح ... وفيّ، ومطويّ على الغِل غادر١
فإن الغل ضد النصح، والغدر ضد الوفاء.
ومثال مقابلة ثلاثة بثلاثة, قول أبي دلامة:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل!! ٢
وقول أبي الطيب:
فلا الجود يفني المال والجد مقبل ... ولا البخل يبقي المال والجد مدبر٣
ومثال مقابلة أربعة بأربعة قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل: ٥-١٠] ؛ فإن المراد بـ "استغنى" أنه زهد فيما عند الله كأنه مستغنٍ عنه؛ فلم يتق، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة؛ فلم يتق٤.
قيل: وفي قول أبي الطيب:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي٥