والمؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطا إلي يدي فالطير عطف بيان للعائذات، وكل منهما غير مختص بصاحبه في ذاته، وإنما حصل هذا بمجموعهما. ٢ يعني أنه يؤتى به لهذين الأمرين زيادة على قصده بالحكم، وهو المعنى النحوي للبدل، أو أن فيه زيادة تقرير على التوابع السابقة؛ لأنه على نية تكرار العامل، فيكون إسناده أقوى من غيره. ٣ لم يأت بمثال لعطف الغلط؛ لأنه لا يقع في فصيح الكلام إلا أن يكون بدل بداء؛ وهو أن تذكر المبدل منه عن قصد ثم تذكر البدل بعده, فتوهم أنك غالط لقصد المبالغة والتفنن، وشرطه أن يُرتقَى فيه من الأدنى إلى الأعلى، كما في قول الشاعر "من البسيط": ألمعُ برقٍ سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي هذا, وفي البدل من وجوه البلاغة وجه الإجمال ثم التفصيل والعناية بإثبات الحكم، ولا يكون هذا إلا لمقام يقتضيه، كما في قول الشاعر "من الطويل": بلغنا السماء مجدُنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا