للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال العلامة الصاوي في «حاشيته على الجلالين» (١) : «وهذا الدعاء (أي: قول يونس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت مِنَ الظالمين) عظيم جدّاً؛ لاشتماله على التهليل والتسبيح والإقرار بالذنب، ولذا ورد في الحديث: «ما مِن مكروب يدعو بهذا الدعاء، إلا استجيب له» (٢) ، وبدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عرفة: «أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (٣) .


(١) (٣/٨٨) ، وانظر عن دعاء يونس -عليه السلام-: «المجالسة» للدينوري (رقم ١٢٣، ١٢٤ - بتحقيقي) .
(٢) غير محفوظ بهذا اللفظ، وما ورد آنفاً يغني عنه، والله الموفق.
(٣) أخرجه مالك في «الموطأ» (٢/٣٨) -ومن طريقه عبد الرزاق في «المصنف» (٤/٣٧٨) ، والفاكهي في «أخبار مكة» (٥/٢٥ رقم ٢٧٦٠) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٤/٢٨٤ و٥/١١٧) وفي «فضائل الأوقات» (ص ٣٦٧) وفي «الدعوات الكبير» (رقم ٤٦٨) ، والبغوي في «شرح السنة» (٧/١٥٧) -، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، = =عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً.
قال البيهقي عقبه في «السنن» : «هذا مرسل» ، وزاد في الموطن الثاني: «وقد روي عن مالك بإسناد آخر موصولاً، وَوَصْلُه ضعيف» .
وقال في «الفضائل» : «مرسل حسن» .
وقال في «الدعوات» : «وهذا منقطع، وقد روي من حديث مالك بإسناد آخر موصولاً، وهو ضعيف، والمرسل هو المحفوظ» .
قلت: وصله ابن عدي في «الكامل» (٤/١٥٩٩-١٦٠٠) ، والبيهقي في «الشعب» (٣/٤٦٢) ، عن عبد الرحمن بن يحيى المدني: حدثنا مالك، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال ابن عدي: «وهذا منكر عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف» .
وقال البيهقي عقبه: «هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في «الموطأ» مرسلاً» .

وترجم العقيليُّ في «الضعفاء الكبير» (٢/٣٥١) لابن يحيى هذا، وقال عنه: «مجهول، لا يقيم الحديث من جهته» ، وقال عنه أبو أحمد الحاكم: «لا يُعتمد على روايته» ، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي» ، و «ضعيف» ، وقال الأزدي: «متروك، لا يحتج بحديثه» . انظر: «اللسان» (٣/٤٤٣) .
وروي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
أخرجه الترمذي في «الجامع» (رقم ٣٥٨٥) -ومن طريقه ابن الجوزي في «مثير العزم الساكن» (١/٥٤ رقم ١٣٦) -، والفاكهي في «أخبار مكة» (٥/٢٤-٢٥ رقم ٢٧٥٩) ، والبيهقي في «فضائل الأوقات» (ص ٣٦٨-٣٦٩) وفي «الشعب» (٣/٣٥٨ رقم ٣٧٦٧) ، وابن الجوزي في «التبصرة» (٢/١٣٧) و «مثير العزم الساكن» (١/٢٥٤ رقم ١٣٧) ، عن حماد بن أبي حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري، وليس بالقوي عند أهل الحديث» .
وأشار ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٣٩) إلى ضعفه، بقوله: «وليس دون عمرو من= =يحتج به فيه» .
وروي عن علي مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (رقم ٨٧٤) وفي «فضائل عشر ذي الحجة» (١٣/٢) -كما في «السلسلة الصحيحة» (رقم ١٥٠٣) - عن قيس بن الربيع، عن الأغرّ بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي رفعه بلفظ: «أفضل ما قلتُ أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» .
هكذا قال عفان بن مسلم عن قيس، واختلف عليه.
أخرجه البيهقي في «الشعب» (٢/ق١٣٩/أ) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عفان، به، ولكن بلفظ وافقه عليه ثلاثة، وسيأتي قريباً.
فأخرجه الترمذي في «الجامع» (رقم ٣٥٢٠) عن علي بن ثابت، وابن خزيمة في «صحيحه» (رقم ٢٨٤١) ، والمحاملي في «الدعاء» (رقم ٦٢) ، والبيهقي في «الشعب» (٢/ق١٦٥/أ) عن عبيد الله بن موسى العبسي، وأبو نعيم في «ذكر تاريخ أصبهان» (١/٢٢١) عن الحسن بن عطية، عن قيس بن الربيع، به، ولفظه: «أكثر ما دعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي ... » لفط الترمذي.
فهذا اللفظ ليس فيه ما يصلح شاهداً لما عندنا، وهو على أي حال ضعيف، قيس متكلم فيه، قال ابن حجر عنه في «التقريب» : «صدوق، تغيَّر لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فَحَدَّث به» .
وقال عنه الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي» .
وله طريق آخر عن علي مرفوعاً، وفيه نحو ما في رواية الطبراني السابقة.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠/٣٧٣ رقم ٩٧٠٥ وص ٤٤٣ - القسم المفقود) -ومن طريقه ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٤٠-٤١) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/٤٠) ، وابن الجوزي في «مثير العزم الساكن» (٢/٢٥٥) - عن وكيع، عن موسى بن عُبَيدة، عن أخيه -وهو: عبد الله بن عُبَيدة الرَّبَذِيّ-، عن علي رفعه.
وتابع وكيعاً: عُبيدالله بن موسى.
أخرجه من طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/١١٧) وفي «الدعوات الكبير» = = (رقم ٤٦٩) وفي «فضائل الأوقات» (ص ٣٧٤-٣٧٥) ، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (ق١٥٢/أ) ، والخطيب في «تلخيص المتشابه» (١/٣٣) .
وإسناده ضعيف جداً، وهو منقطع.
قال البيهقي في «السنن» عقبه: «تفرد به موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه علياً -رضي الله عنه-» .
وفي الباب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين -وهو من صغار التابعين- رفعه.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٦/٤٠) -ومن طريقه ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٤٠) - عن وكيع، عن نضر بن عربي، عنه مرفوعاً.
وإسناده ضعيف، وهو معضل.
وأخرجه التيمي في «الترغيب» (٢/١٠١٠ رقم ٢٤٨٢ - ط. زغلول، أو ٣/٢٧١ رقم ٢٥٠٩ - ط. دار الحديث) عن أبي مروان، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب مرفوعاً بلفظ: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وإن أفضل ما أقول أنا وما قال النبيون من قبلي: لا إله إلا الله» .
وهذا مرسل، وأبو مروان، هو محمد بن عثمان بن خالد الأموي، صدوق يخطئ. قال شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة» (رقم ١٥٠٣) بعد ذكره بعض هذه الطرق: «وجملة القول: أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم» .

<<  <   >  >>