للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتِّباعاً للسُّنَّة التي عنكم أخذت، فهو زين لكم، قال: صدقتَ يا محمد. ا. هـ محل الحاجة.

[و] في «تحفة المجالس ونزهة المجالس» (١) للعلامة جلال الدين السيوطي -رحمه الله تعالى-: «روي أنَّ المنصور أقبل يوماً، والفرج بن فضالة جالس على بابه، ومعه جماعة، فقام النَّاسُ، وهو لم يقُم، فرآه المنصورُ، فاشتدَّ غضبُه، ودعا به، فقال: ما منعك عن القيام مع الناس؟ قال: خفتُ أن يسألني الله -تعالى-: لم فعلتَ؟ ويسألك: لم رضيت؟ وقد كرهه - صلى الله عليه وسلم -، فسكن غضب المنصور وانشرح» (٢) ، وإذا ظهرت المحجّةُ؛ فلا حجة لمن لم يسلكها، إلا الجهل أو المكابرة -نقانا الله تعالى منها، كما يُنقِّي الثَّوبَ الأبيض من الدَّنس-، والمجال ضيِّق، وإذا سنحت الفرصة في وقت غير هذا لأشرحنَّ حال المنتصرين للبدع، التَّاركين للسُّنن، لأغراضٍ سيئة، وإلا؛ فالنهج واضحٌ، فالحق الذي لا غبار عليه؛ هو: ما سلكه العلاّمة كامل القصاب ورفقاؤه، والباطلُ: ما سلكه معارضُهم، والحقُّ أحقّ أن يتبع {وَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلال} [يونس: ٣٢] .

والحمد لله على كل حال، وصلى الله -تعالى- على سيدنا محمد، صادق المقال، وأصحابه ومن تبعهم بإحسان والآل.

حرر في ١٣ ربيع الأول سنة ١٣٤٤

[كتبه أسير ذنبه عبد ربه الكافي

محمد بن يوسف بن محمد المعروف بالكافي (٣) ]

١١

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله -سبحانه-، وبعد:


(١) (ص ٨٨) .
(٢) نحو القصة في «نشوار المحاضرة» (٧/٦٢) ، «تاريخ بغداد» (١٢/٣٨٩-٣٩٠) ، «الشفا في مواعظ الملوك والخلفاء» (٨٢) لابن الجوزي، «تهذيب الكمال» (١٥/٤٥) .
ووقعت نحوها لعلي بن الجعد مع المأمون. انظرها في «تاريخ بغداد» (٢/١٧٠-١٧١) ، «تهذيب الكمال» (١٣/٢١٦-٢١٧) .
(٣) سبقت ترجمته (ص ٢٠٦) ، وما بين المعقوفتين من إضافاتي.

<<  <   >  >>