للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، [فمن علم وقوع شيء من الشر فيما يفعله من ذلك، فهو عاص آثم، وبفرض أنه عمل في ذلك خيراً، فربما خيره لا يساوي شره] (١) ، ألا ترى أنَّ الشارع (١) ا - صلى الله عليه وسلم - كتفى من الخير بما تيسّر، وفطم عن جميع أنواع الشَّر، حيث قال: «إذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتُكم عن شيء فاجتنبوه» (٢) ... والقسم الثاني سنة تشمله الأحاديث الواردة في الأذكار، المخصوصة والعامة؛ كقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لا يقعد قوم يذكرون الله -تعالى-، إلا حفَّتهم الملائكةُ، وغشيتهم الرَّحمةُ، ونزلت عليهم السَّكينةُ، وذكرهم اللهُ فيمن عنده» (٣) رواه مسلم ... إلى آخر ما قال (٤) .


(١) هل يجوز إطلاق (الشارع) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مُخْبِرٌ عن الله، ولذا قال ابن مسعود: «إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى» ، وقال الله -تعالى-: {شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} [الشورى: ١٣] ، وانظر للتفصيل: «الموافقات» (٥/٢٥٥-٢٥٧ - بتحقيقي) ، «الفروق» (٤/٥٣-٥٤) ، «نظرات في اللغة» (١٠٦) للغلاييني، «المنهاج القرآني في التشريع» (٣٠٠-٣٠٢) (فيه تأصيل وإفاضة لمنع إطلاق المشرع على النبي ... - صلى الله عليه وسلم -) ، التعليق على «الفتوى في الإسلام» (٥٣) للقاسمي، «تغيّر الفتوى» (٥٧-٥٨) لبازمول.
(٢) أخرجه البخاري في «صحيحه» (رقم ٧٢٨٨) ، ومسلم في «صحيحه» (رقم ١٣٣٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه مسلم في «صحيحه» (رقم ٥٦٩٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضاً.
(٤) في «الفتاوى الحديثية» (ص ١٥٠) .

<<  <   >  >>