للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشُّقرَةِ، ولَفظُ السِّيرافي: لأنَّ الكُمتَةَ لَونٌ نَقَصَ عن سَوادِ الأدهَم، وزاد على حُمرَةِ الأشقَرِ. فُعَلْ يكسَّر (١) على فِعْلان وذلك نَحو صُرَدٍ وصِرْدَان، وجُرذٍ وجِرذَان، وهذا لأنَّ فُعلًا مَقصورٌ على فُعال، وفُعال يكسر على فِعلان نحو عِقابٍ وعقبانٍ وغُرابٍ وغِربان، وكذلِكَ ما كان مَقصورًا منه. وأفعل فَعلاء يكسَّر على فُعْلٍ نحو أحمرَ وحَمراءَ وأبيض وبَيضاءَ.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ والأسماءُ المُرَكَّبة يُحَقّرُ الصَّدرُ منها، فيُقالُ: بُعيلَبَكّ، وحُضَيرموتَ وثُنيَّا عَشَر، وخُمَيسَةَ عَشَرَ".

قالَ المُشَرِّحُ: الأسماءُ المُرَكَّبةُ على نَوعين: نوعٌ يَتَضَمَّنُ الشَّطرُ الثّاني مَعنى الحَرفِ وهو على نوعين: ما كانَ الشَّطر الثَّاني منه مُعرَبًا نحو اثنا عَشَرَ، ونوعٌ لم يَتَضَمَّن الشَّطر الثَّاني منه كَبَعلَبَكَّ. وجَميعُها يُصَغَّرُ منها الشَّطرُ الأوَّلُ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ، وتَصغيرُ التَّرخيم: أنْ تَحذِفَ كلَّ شيءٍ زِيدَ في بَنَاتِ الثَلَاثَةِ والأربَعَةِ حتَّى يَصيرَ الاسمُ على حُروفِهِ الأصولِ، ثُمَّ يُصَغَّرُ، كقولِكَ في حارِثٍ: حُريثٌ وفي أسودَ سُويدٌ وفي حَفيدٍ حُفَيدُ وفي مُقْعَنسٍ قُعَيسٌ، وفي قِرطاسٍ قُريطسٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: تَحقيرُ (٢) التَّرخيمِ مُطَّرِدٌ ولِهَذا قالَ الشَّيخُ أبو عَلِيٍّ في كتابِهِ المَوسوم بـ (الشِّيرازِيَّات) (٣) ونظيرُ هذا في رَدّهم إيّاهُ إلى الأصلِ ما جاءَ مُطَّرِدًا في كلامِهِم من تَحقير التَّرخيمِ كقولِهِم في ثابِتٍ ثَبيتٌ، وفي حارِثٍ حُريثٌ، وفي أَسودَ سُويدٌ، وفي أزهرَ زُهيرٌ، وعَلى هَذا سائَرُ من ثَبَتَ فيه زَيادةٌ


(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٥٠ هذا النص.
(٢) نقل الأندلسي في شرحه شرح هذه الفقرة.
(٣) المسائل الشّيرازيات: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>