للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "وأُخيٌّ غيرُ منصرِفٍ وكان عِيسى بنُ عُمَرَ يَصرِفُهُ، وكان أبو عَمرو يقول: أخيٌّ ومن قالَ أُسيود قال أُخيو".

قال المُشَرِّحُ: في هذه المسألةِ (١) أربعةُ أقوالٍ: أخيٍّ بالكسر والتَّنوين مُدغَمًا وغيرَ مُدْغمٍ، وأُخَيَّ بالإِدغام مُنصرفًا وغيرَ مُنصرِفٍ. فالأوَّلُ اثنان والثَّاني أيضًا اثنان وَوَجهُ مَن قالَ أخيوه ما ذكره الشَّيخ من القياس على أُسيودٍ. وجهُ قولِ أبي عَمروٍ أنَّه امتَنَعَ دُخُولُ الإِعراب عَلَيهِ، ولَم يَمتَنِع دُخُولُ التَّنوينِ فيكونُ غيرَ مُعرَبٍ مُنَوَّنًا، أمَّا أنّه امتَنَعَ دُخُولُ الإِعرابِ عَلَيه فلأنَّ آخرَ الاسمِ ساقِطٌ. وهذا الّذيَ قامَ مقامَ آخرِ الكلمةِ لَهُ (٢) حَرَكَةٌ بَنَائيَّةٌ، وأمَّا أنَّه لم يَمتَنِع دخولُ التَّنوين عَلَيهِ فلأنَّه لَيس بِتَنوينٍ سِوى التَّنوين الدَّاخِلِ عَلَيهِ. فإن سألتَ فكيفَ لم يُعامَل مُعامَلَةَ جَوارٍ في حالةِ النَّصبِ؟ أجبتُ: هَرَبًا من الياءاتِ.

وجهُ قول عيسى أنَّه كما خَرَجَ بالتَّصغير على وزنِ الفعلِ فقد تَأكَّدَ خُرُوجُهُ عنه بالإِدغام، وبخلافِ نحو أُشَيعِثٍ وأُسيمِرٍ، وجهُ ظاهِرِ الرِّوايَةِ أنَّ الإِدغامَ فيه عارِضٌ أُحَيوي كأُشيعث غيرُ مُنصَرفٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ وتاءُ التَّأنيثِ لا تَخلو أن تكونَ ظاهرةً أو مقدّرةً، فالظَّاهِرةُ ثابِتَةٌ أبدًا، والمقدّرةُ تَثبُتُ في كلِّ ثُلاثِيّ إلَّا ما شَذَّ من نَحوِ عَريسٌ وغَريبٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: كلاهُما بالعَين المُهمَلة. لَم تَعُد التَّاءُ في عَريسٍ لأنَّ أصلَه أعراسٌ وهو مذكَّر، ونحوُهُ حَريبٌ، لأنَّه مَصدَرٌ حَربْتُ حَربًا، وإنما لم تَعدِ (٣) التّاءُ في مُصغَّرِ عَرب حتّى لا يُوهِمُ أنَّه مُصَغَّرُ عَرَبَةَ البَلَدِ.


(١) النّص كله نقله الأندلسي: ٣/ ٤١.
(٢) في (ب).
(٣) هذا النص نقله الأندلسي في شرحه: ٣/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>