للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعتُ بعضَ الأُدباء يقول: الشَّربَّةُ: حوضٌ يكونُ حَول الشَّجَرَةِ (١).

قالَ جارُ اللَّهِ: "فصلٌ؛ وما لَحِقَه من ذلِكَ تاءُ التَّأنيثِ فأمثلَتُه كثيرةٌ: فِعالٌ، فُعُول، أفعُلٌ، فُعْلٌ، فُعَلٌ نحو: قِصاعٌ، ولِقاعٌ، وبِرامٌ، ورِقابٌ، وبُدُورٌ وحُجُورٌ، وأنعُمٌ وأينُقٌ وبُدرٌ، ولُقحٌ وتِيَرٌ ومُعدٌ ونُوبٌ وبُرقٌ وتُخمٌ وبُدنٌ".

قال المُشَرِّحُ: بُدورُ: جَمعُ بَدرَةٍ على تَركِ الاعتدادِ بتَاءِ التَّأنيثِ، ونحوها حُجُور: في تَكسير حُجْرَةً، ولذلِكَ قالوا في قَولِهِ تَعالى (٢): {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} يُحتَمَلُ أن تكونَ جمعَ فِتنَةٍ. تِيَرٌ: جَمعُ تارةٍ وهيَ واوِيَّة، وإنّما انقلبت لكَسرِ ما قبلها، والَّذي يَدُلُّ على أنَّها واو قَولهم: هما يَتَناوران أي يتناوبان نُوَب: جمع نَوبَةٍ ومثلها حُوب جَمع حَوبَةٍ. البُرقُ: جَمعُ بُرقَةً: وهي الأرضُ فيها الحِجارة. والبُدنُ: جمعُ بَدَنَةٍ بالفَتحِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "فصلٌ؛ وأمثلةُ صفاتِهِ كأمثلةِ أسمائِهِ، وبعضُها أعمُّ من بَعضٍ وذلِكَ كقولِكَ أشياخٌ وأجلافٌ وأحرارٌ وأبطالٌ وأحنابٌ وأيغاظٌ وأنكادٌ وأعبدٌ وأحلفٌ وصعابٌ وحِسانٌ [ووِجاعٌ. وقد جاءَ وِجاعى ونحو حَباطى وحَذارى] (٣) ".

قالَ المُشَرِّحُ: أجنابٌ جمعُ جَنْبٍ، وأنكادٌ جمع نَكَدٍ. وجاعٌ: كأنَّه جَمع وَجَعٍ وكذلك وِجَاعَى ومثلُها حِباطى (٤) في جَمع حَبِط وحِذارى جَمعُ حَذِرٍ.


(١) ردّ ابن المستوفي على الخوارزمي فقال بعد أن أورد كلامه: الحوض الذي حول الشجرة يقال له: "الشربة" بالتخفيف .. ثم أورد كلام الجوهري في الصحاح: (شرب) والشّربة هنا: اسم لكل خطّ بين في الأرض يكون من طبيعة الأرض مخالف لسائر الأرض الذي هو فيها. ويطلق الشّربّة على عدة مواضع في منطقة نجد. انظر معجم البلدان: ٣/ ٣٣٢، ٣٣٣.
(٢) سورة طه: آية: ٤٠.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (ب) حباطى وحذارى في جمع حبط وحذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>