للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيَغضبُ زَيدٌ الذّبابُ أو الطائرُ فيغضبُ زَيدٌ الذُّبابُ، وعن زَيدٍ الذي يطيرُ الذُّبابُ فيغضبُ زَيدٌ أو الطائرُ الذُّباب فيغضَبُ زَيدٌ.

قالَ المُشَرِّحُ: المَجهولُ الَّذي يُرفَعُ بخبر المبتدأ جهالتُه ها هُنا الضَّميرُ المُستَكِنُّ في يَطيرُ، وكذلك المُستَكِنُّ في الطَّائرِ، وفي المسألةِ الثَّانِيةِ هو الضَّمير المستَكِنُّ في "فيَغضَبُ".

قال (١) جار الله: "ومما امتَنَعَ فيه الإِخبارُ ضَميرُ الشَّأنِ لاستحقاقِهِ أوّلَ الكلامِ، والضَّميرُ في مُنطَلِقٍ في: زَيدٌ مُنطلقٌ، والهاءُ في زَيدًا ضَربتُه".

قالَ المُشَرِّحُ: إذا قُلتَ: هو الله أحدٌ فهو (٢) ها هُنا ضَميرُ الشَّأنِ والقِصَّةِ، معناه الشَّأنُ والقِصَّةُ هذه هي: إنَّ الله أحدٌ، ولو زَحلَقتَ هذا الضَّميرَ فقلتَ: هو اللهُ أحدٌ هو لم يَجُز، لأنَّ هو الواقعَ في عَجِزِ هذا الكَلام هو الَّذي بِمَعنى الشَّأنِ والقِصَّةِ، وضَميرُ الشّأنِ والقِصَّةِ لا يكونُ إِلَّا في أولِ الكَلَامِ، وكذلِكَ الضَّميرُ في مُنطَلِقٍ في زَيدٌ مُنطلقٌ، لأنَّك إذا قُلتَ: الَّذي زَيدٌ مُنطَلقٌ هُو هُو، فَهو الأوَّلُ إِذا عاد إِلى المَوصولِ بَقِيَ الخبرُ بلا عائدٍ إلى المُبتَدأ، وإن عاد إلى المُبتَدَأ بقِيتِ الصِّلَةُ بلا عائدٍ إلى المَوصولِ. فإن سَألتَ: الضَّميرُ الأوّلُ يَنصَرِفُ إلى المُبتَدأ، والثّاني يَنصرِفُ إِلى المَوصولِ أجبتُ: عَودُ الضَّميرِ إلى المَوصولِ إنَّما يُغنِي إذا عادَ إليه من حَيِّزِ صِلَتِهِ، فَبعدَ (٣) ذلِكَ الضَّميرِ الثَّاني لا يخلُو من أن يكونَ في حَيِّزِ الصِّلةِ؛ أو في حَيِّزِ الخَبَرِ، فَلئِن كانَ في حَيِّزِ الصِّلةِ فأينَ الخَبَرُ؟ وإن كان في حَيِّزِ الخَبَرِ فأينَ العائدُ؟ فإن سَألتَ: إذا (٤) زِدتَ فيه ضَميرًا ثالثًا فهل تَصِحُّ المَسألةُ؟ أجبتُ: نَعَمَ لكنْ لَا تكون هذه المَسألةَ، بل مَسألةً أُخرى.


(١) في (ب) فصل: قال جار الله.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب) فعند.
(٤) في (أ) فإذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>