للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يشرحه فقط، ثم يجعل شرحه بعد ذلك خزانة يودع فيها كل ما يعن لخاطره من أفكار وآراء، ثم يعول على الكتب النحوية والأدبية فينقل ما فيها نقلًا حرفيًا ولا يهتم بشرح ألفاظ وَعبارات الكتاب المشروح.

أمَّا الخوارزمي فقد اهتم أولًا بتحليل عبارات المفصل فقد يورد نصًا طويلًا ثم يعلق عليه بكلمة واحدة فقط لأن النَّص واضِحٌ سهل.

وقد حافظ الخوارزمي على سلامة نص المفصل فأورده كاملًا يبدؤه بقوله: "قال جار الله" فإذا انتهت الفقرة التي أوردها أورد شرحه بعد قوله: "قال المشرح" أورد هذه الكلمة وهو يريد بها الشارح، وقد استَعمل الخوارزمي هذه العبارة في كتابه "التوضيح شرحٍ المقامات الحريرية" قال: "فشرحتها عن آخرها تشريحًا وأوضحتها توضيحًا".

إذًا فكلمة: "المشرح" وردت من المؤلف نفسه لا من النساخ، قال القفطي في "إنباه الرواة" (١) في معرض انتقاده كتاب "التّخمير" في ترجمة ابن يعيش: "وسمّى شرحه تشريحًا فقبح الاسم وإن وافق الإِشارة".

ولكن هل يصح لغةً أن يُسمَّى الشرحُ تشريحًا؟

وَرَدَ في لسان العَرب (٢): شَرَحَ الشيء يَشرَحُهُ شرحًا وشرَّحه: فتحه وبيَّنه وكَشَفَهُ. إذًا فهو يجوز لغة استعمال كلمة المشرح بدل الشارح.

ثم يورد بعد قوله: "قال المُشَرّحُ" كلامه فيفسر ما قال الزَّمخشري وإذا دَعتهُ الحاجةُ إلى الاستطراد في كلام المؤلّف عقد لذلك فَصلًا تحت عنوان "تخمير" (٣) ليدلل على أن ما ورد تحت هذا العنوان توسع في الشرح عن شيء يتحمله كلام المؤلف وربما أورده تحت قوله: (لطيفة) (٤).

ويتميزُ شرح الخُوارَزمي بالسِّمات التَّالية:


(١) إنباه الرواة ٤/ ٤١.
(٢) اللسان: (شرح).
(٣) انظر مثلًا: ١/ ١٠٢، ٢/ ١٩٤ …
(٤) انظر مثلًا: ١/ ٣٢، ٦٥، ١٧٩ ....

<<  <  ج: ص:  >  >>