للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمس، فإن كان اليومُ متوقعًا لم يكن أمسُه دابرًا. إنَّما وُصِفَت النَّفخةُ بالوحدة (١) لتُؤذِنَ أنّ المرادَ تعريفُ الوحدةِ في النَّفخِ لا تعريفُ أصلِ النَّفخةِ.

قال جارُ الله: "فَصل؛ وهي في الأمر العامّ إمَّا أن تَكونَ اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبَّهة. وقولهم: تميميٌّ، وبصريٌّ على تأويلِ منسوبٍ، ومعزوٍّ. وذو مالٍ، وذاتُ سِوارٍ، متأوَّلٌ بِمُتَمَوِّلٍ ومُتَسَوِّرَةٍ، أو بصاحِبِ (٢) مالٍ. وصاحبةِ سِوارٍ".

قال المشرّحُ: اسمُ الفاعل في الحقيقةِ ما يَجري على وزنِ المضارعِ من فعلِه كضاربٍ ومكرِم، فإنَّهما يُوازنان يَضربُ ويُكرِمُ وأمَّا الصفةُ المشبَّهةُ فلا تَجري، وَتَجري فيها التَّثنِيَةُ والجمعُ كما تَجريان على (٣) اسم الفاعِلِ، وذلك (٤) نحو: حَسَنٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "وَتَقولُ: مَررتُ برجلٍ أيِّ رَجلٍ وأَيِّما رَجلٍ على مَعنى كاملٍ في الرُّجوليَّةِ، وكذلك أَنت الرَّجلُ كلُّ الرَّجُلِ، وهذا (٥) العالِمُ جِدُّ العالِمِ، وحَقُّ العالِمِ، يُرادُ به البَليغُ الكاملُ في شَأْنِهِ. ومَررتُ برَجلٍ رَجُلِ صِدقٍ، وَرَجُلٍ رَجُلِ سُوءٍ، كأنَّكَ قُلتَ: صَالحٍ وفَاسدٍ، والصِّدقُ ها هُنا بمعنى الصَّلاحِ والجَوْدَةِ. والسوءُ ها هُنا بمعنى الفَسادِ والرَّداءَةِ".

قالَ المُشَرِّحُ: قالَ الشَّيخُ: إذا قلتَ: أيُّ رَجُلٍ أَنت؟! في معنى التَّعجُّب فالمعنى أنَّ كمالَكَ في الرُّجولِيَّةِ قد انتهى إلى رَجُلٍ من البَراعةِ يَجِبُ أَن يُسْتَفْهَمَ عنه لِخَفَاءِ سَبَبِهِ. إذا قُلتَ: أنتَ (٦) الرَّجُلُ كلُّ الرَّجلِ


(١) في (ب) بالواحدة.
(٢) في (أ) صاحبة.
(٣) في (أ) باسم.
(٤) في (أ) وكذلك.
(٥) في (أ) وهو.
(٦) في (ب) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>