للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونُسُكي. وعن ابنِ مُجَاهِدٍ (١) عن أَصحابِهِ أنَّ العَرَبَ تَجْمَعُ بينَ السَّاكنين إذا كان الأوَّلُ منهما ألفًا، أو ياءً ساكنةً قبلها كَسرة، أو واوًا ساكِنَةً قبلها ضَمَّة لأنَّ هذه الأحرف الثلاثة إنما الإِعرابُ بهنَّ أو بحركاتهن، فإذا كانَ قبلَ كُلِّ واحدةٍ منها حَرَكَتُها فكأنَّها مُتحركةٌ.

قالَ جارُ اللهِ: "وأمَّا الياءُ فلا تَخلو من أن يَنْفَتِحَ ما قَبلها كالتَّثْنِيَةِ وياءِ الاثنينِ والمُصطَفَينَ، والمُرامَينَ والمُعْلَينَ، أو تَنْكَسِرَ كياءِ الجَمع، والواوُ لا تَخلو من أن يَنْفَتِحَ ما قَبلها كالأشقَونَ وإخوَتهِ (٢)، أو يَنْضَمَّ كـ "المُسلِمُونَ" و"المُصطَفونَ" فما انفَتَحَ ما قبله من ذلك فَمُدغَمٌ، في ياءِ المُتَكَلّم، ياءٌ ساكِنَةٌ بينَ مفتوحَتَيْنِ، وما انكَسَرَ ما قبلَه أو انضَمَّ فمدغَمٌ فيها ياءٌ ساكنةٌ بينَ مكسورٍ ومفتوحٍ.

قال المشرّح: الأشقَينَ، والمُصْطَفينَ ليس تَثْنِيَةً، وإنَّما هو جمعٌ، وكذلك المُرامَيْنَ والمُعْلَينَ، والنُّون في هذه الأمثلةِ مَفْتوحَةٌ، ونحوه قول لَبِيدٍ (٣):


الغاية فلم أجد فيها شرحًا للزمخشري، ولم أجد من بين مؤلفات الزّمخشري المتنوعة ما يحمل مثل هذا الاسم. لذلك رجّحت قراءة (أ). وكتاب الغاية لابن مهران ويسمى: "الشامل في القراءات" ومؤلفه أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري المقري المتوفى سنة ٣٨١ هـ. ترجمته في معجم الأدباء: ١/ ٤١١ وغاية النهاية: ١/ ٤٩، تذكرة الحفاظ: ٩٧٥. وعن الكتاب: الكشف:
ويوجد كتاب الغاية في مكتبة رشدي أفندي: ٢٣/ ٢، وعليه شرح لأبي الحسن علي بن محمد الفارسي المتوفى سنة ٤١٣ هـ نسخة في التيمورية كتبت عام وفاة المؤلف رقم ٣٨٢ وهي الجزء الأول، والثاني في المكتبة الباروديّة ببيروت. وعليه أيضًا شرح لمحمود بن حمزة الكرماني المتوفى حوالي ٥٠٠ هـ في طهران بمكتبة أصغر حكمت. ولا أدري أي شرح هذا الذي نقل عنه صاحبنا الخوارزمي؟ ولم يرجع إليه إلّا في هذا الموضع فقط.
(١) هو الإِمام: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي مولده سنة ٢٥٤ ووفاته سنة ٣٢٤ هـ من مشاهير القراء قال ثعلب: ما بقي في عصرنا هذا أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد، ترجمته في تاريخ بغداد: ٥/ ٥٦، ومعجم الأدباء: ٥/ ٦٥، وغاية النهاية: ١/ ١٣٩.
(٢) في (ب) وأخواتها.
(٣) البيت في ديوانه: ١٩٧ من القصيدة التي أولها: =

<<  <  ج: ص:  >  >>