للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجرُّ، فَلما حَذَفُوا ذلك نَقَلُوا إلى هذا الثَّابِتِ نَصبَ ذلك، كذلك اعطَوه حَقَّه في غيرِه من الأحكامِ، ألَا تَرَى أنَّ الضَّميرَ في يُصَفِّقُ لِبَرَدَى، وَبَرَدَى مؤنّثةٌ لأنَّ الألفَ فيها أَلفُ تأنيثٍ مقصورةٍ لكنَّه أرادَ بِبَرَدَى ها هُنا ماءَ بَرَدَى فَذَكَّرَ الضَّميرَ.

الضَّميرُ المنصوبُ (١) في "أهلَكْنَاهَا"، "وجَاءَهَا" للقَرْيَةِ (٢)، وفي "هُم" لأهلِها. ونظيرُ هذه المسألة مسألةُ الاستعارَةِ، فإنَّه يُراعي فيها تارةً جانِبُ المُستعارِ، وتارة (٣) جانِبُ المُستعارِ لَه، ومَرَّة جَانِبَاهُما.

البَرِيصُ: اسمُ نَهرٍ (٤)، وهو بالصَّاد المُهملةِ، [لفظ الغُورِي، البَرِيصُ مَوضعٌ بدمَشق عن ابنِ (٥) دُرَيْدٍ] (٦).

أمَّا البريضُ: بالضَّادِ (٧) المُعجمةِ فهو اسمُ وادٍ. تَصْفِيقُ الشَّرابِ هو تَحويلُهُ من إناءٍ إلى إناءٍ، وحَقيقتُه أنْ تُحَوِّلَهُ من صِفْقٍ إلى صِفْقٍ أي من ناحيةٍ إلى ناحيةٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ وقد حُذِفَ المضافُ وتُركَ المضافُ إليه على إعرابه في قولهم (٨): "ما كلُّ سَوداءَ تمرةٍ ولا بَيْضَاءَ شَحْمَةٍ" قال سيبويهِ (٩) كأنَّكَ أظهرتَ "كل"، فقلتَ: ولا كلْ بيضاءَ شحمةٍ، وقال أبو دُؤاد (١٠):


(١) في (ب).
(٢) في (أ) لقرية.
(٣) في (أ) وأخرى.
(٤) معجم ما استعجم: ١/ ٢٤٦ موضع بأرض دمشق، ومعجم البلدان: ١/ ٤٠٧.
(٥) جمهرة اللغة: (برص).
(٦) في (أ).
(٧) في (ب) لواد فهو بالضّاد المعجمة. وقال ياقوت: وبالياء آخر الحروف.
(٨) جمهرة الأمثال: ٢/ ٢٨٧، والمستقصى: ٢/ ٣٢٨.
(٩) الكتاب: ١/ ٣٣.
(١٠) أبو دؤاد هو: جاريةُ بن الحَجَّاج، وقيل حَنظَلَةُ بن الشَّرقي. شاعر جاهلي قديم أحدُ أجوادِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>