للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} يقولُ: سَلْ أَهْلَ القَريَةِ الَّتي كُنَّا فِيها يُخْبِرُونَكَ أنَّ ابنَكَ سَرَقَ، بِدَلِيلِ أن الحَوَائِطَ والجُدران لا تُستَخبر (١) في مثلِ هذه الوَاقِعة. قَضى نَحبه: إذا مَات، والنَّحبُ في الأصلِ هو النُّذُرُ كأنَّ كلَّ إنسانٍ نذُرُ أن يموتَ، فإذا ماتَ فقد قَضَى نَحْبَهُ.

الواقعُ في نسخِ المفصَّلِ: "كما" (٢) بالكاف والصَّوابُ: "بِمَا" بدَلِيلِ أوَّلِ البَيتِ:

فَهَلْ لَكُمُ فيما إليَّ فإنَّنِي … بَصيرٌ بما أَعْيَ النَّطامِيّ حِذْيَمَا

وفي أمثالهم (٣): (أطبُّ من ابنِ حِذْيَم) بكسر الحاءِ المهملة (٤) وسكون الذّالِ المُعجمةِ، وفتحِ الياءِ المثنّاة التَّحتانِيّةِ، ليس هذا من باب الحَذف وإنما هو من بابِ تعدي اللَّقب كقوله (٥):

* كَرَاجِي النَّدى والعُرفِ عِندَ المُذَلّقِ *


(١) في (ب) تستجيب.
(٢) نبّه على ذلك أيضًا الصّغاني في نسخته في الحاشية، وفي نسخة المفصّل القديمة المكتوبة سنة ٥٧٧ هـ "كما"، وقد غّيرها كثير من الشراح إلى "بما" دون اشارة إلى التَّصحيح وهذا يؤكد لنا دقّة الخوارزمي في ضبط ألفاظ "المفصّل".
(٣) انظر المثل في الدّرة الفاخرة: ١/ ٢٨٤، وجمهرة الأمثال: ٢/ ١٤، والمستقصى: ١/ ٢٢٠، ومجمع الأمثال: ١/ ٤٤١.
(٤) قال ابن المستوفى في إثبات المحصّل: ١٩ وبخطّ مسعود بن أسعد بن أبي المناقب بن الكافي ظفر حاشية على كتاب: "مجمع الأمثال" لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الميداني عند قوله: "أطبّ من ابن حذيم": هذا رجل كان معروفًا بالحذق في الطبّ. قال أبو النّدى هو جذيم [بالجيم] رجل من تيم الرّباب، كان أطب العرب، وكان أطب من الحارث قال أوس بن حجر يذكره:
فإنني بصير بما أعيا النطاسي حذيما
هكذا نقلته من خطه رحمه الله، والذي ذكره العلماء في هذا الاسم حذيم بالحاء المكسورة المهملة والياء المعجمة والياء المثناة من تحت.
(٥) لم أعثرُ على قائله، وهو في شرح ابن يعيش: ٦/ ٦٢، وشرح الزملكاني: وإثبات المحصل: ٢٠. وانظر تخريج المثل: "أفلس من ابن المذلق".

<<  <  ج: ص:  >  >>