للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهُما: أن تكونَ بمعنى الذي وهي في لغةِ طيٍ كقوله:

* لا نَتحِينَ للعَظَم ذو أنا عارِقه (١) *

أي للعظمَ الذي أنا عارِقُه.

والثَّاني: أن تكونَ بمعنى صاحِبٍ، تقولُ: جاءَني رَجُلٌ ذو مال، ورأيتُ رَجُلًا ذا مالٍ، ومررتُ برجلٍ ذي مالٍ أي صاحِب مالٍ، ثُمَّ إنَّ ذو الطَّائِيَّة (٢) منقولةٌ عن ذو بمعنى صاحب، وفي هذا النَّقلِ من الإِحسان وَتَطبِيقِ المَحَزّ (٣) ما شِئتَ، وذلك أنَّ ذو بمعنى الذي وُصلةٌ إلى المَوصولِ بما لا يُوصف من [المعرفةِ من الجملِ، كما أن ذُو وُصلة إلى الوصف بما لا يوصف] (٤) من الأجناسِ فتجانسَ المنقولُ إليه، والمنقُولُ عنه، فإذا قُلتَ اذهب بذي تَسلم احتمل أن تكونَ بمعنى صاحبٍ (٥)، وأن تكونَ بمعنى الَّذِي، فإن سألتَ: لو كانَ "ذو" ها هنا بمعنى الذي لكانَ في موضع الجَرِّ على صورةِ الرَّفعِ، وهذا لأنَّهم يقولون مررتُ بذو قال ذاك، ورأيتُ ذو قال ذَاك، وهؤلاء ذو قالوا ذلك، وكأنَّهُ سَوّى فيه بينَ الأحوالِ للتَّفرقةِ بين ذو بمعنى صاحب (٦) وذو (٧) بمعنى الذي.

أجبتُ: - منهم من يُثَنِّي ويجمعُ والعربُ تُجريه فِي الإِعرابِ مَجرى ذو بمعنى صاحب، قياسًا على تأنيثِه فإنَّهم بأجمعهِم يقولون مررتُ بذاتِ قالت ذاك، فمن جَعَلَه بمعنى الصَّاحب قال: معناه بصاحبة هذه الكلمة، وهي


(١) هذا عجز بيت لعارق الطائي، وسمي عارقًا بهذا البيت. وقد تقدم ذكره في أول الكتاب. وانظر أيضًا كتاب المسائل الشيرازيات لأبي علي الفارسي: ٩٧.
(٢) في (ب) الطائي.
(٣) في (أ) المجنّ.
(٤) في (أ).
(٥) في (ب) الصاحب.
(٦) في (أ) الصاحب.
(٧) في (ب) وعن ذو.

<<  <  ج: ص:  >  >>