للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنى بداعٍ وَلَدُ ظَبيةٍ، هكذا في "صِحاح الجَوْهَرِيّ" (١). بَغَمْتُ الرَّجلَ: إذا لم تُفصح له عن مَعنِى ما تُحَدِّثُ به، ومعنى قَولِ ذي الرّمة: داع باغم مَبغوم أمَّا أنَّه باغمٌ فلأنَّه يُنادي خَشْفَه بماءِ ماءِ، وأمَّا أنَّه مبغومٌ [فلأنَّ الخَشفَ يُجِيبُه] (٢) بماءِ ماءِ أيضًا.

وعن أبي الأزهر (٣) صاحِب (الحَصَائِلِ): قال سألتُ من بِخُراسان والعِراق (٤) من الأُدباء عن قولِ ذي الرُّمة:

* لا يُنْعِشُ الطَّرفُ إلَّا من تَخَوَّنه *

لم (٥) قال: (مَبْغُوم) ولم يَقل: (باغم)؟ وكانَ وجهُ الكلامِ أنَّ يقولَ: داعٍ باغِمٍ، فلم أجد من يَعْرِفُه، فَدُلِلتُ على امرأةٍ عندها عِلمٌ باللّغاتِ والمعاني بشَحرِ (٦) عُمَان يقالُ لها: أمُّ الحُسين فقصدتُها (٧)، فلمَّا قَرُبْتُ منها استَقْبَلَنِي غُلامٌ فقلتُ: أين تَحُلُّ أمُّ الحُسين؟ فقالَ: هاتيك


(١) الصحاح: "دعي" و"بغم".
(٢) في (أ): فلأنه يجيبه الخشف.
(٣) انظر ترجمة أبي الأزهر في مقدمة تهذيب اللَّغة للأزهري: ص ٧٧، وإنباه الرواة: ٤/ ٩٣ قال الأزهريّ: وممن ألف من الخرسانين في عصرنا هذا فصّحف وغيّر وأزال العربية عن وجهها رجلان … قال: والآخر يكنى أبا الأزهر البخاري. قال القفطي: وقد وقع الأزهري في هذا الرجل وفي تصنيفه بغير حجّة إنما حمله على ذلك معاصرته له، ومشاركته في القصد إلى مثل ما صنّفه.
وقال القفطي عن هذا الرّجل وكتابه: رجل طويل النفس في هذا الشأن، صنف في اللّغة كتابًا سماه "الحصائل"، معناه أنه قصد تحصيل ما أغفله الخليل، وهو كتاب جليل القدر جامع اللّغة، رأيت منه الجزء الأول فنظرته كتابًا جليلًا جامعًا، يشتمل هذا الجزء على ما فات الخليل من حرف العين خاصة، فإنه إنما قصد ذكر ما أخل به الخليل من غير إعادة ما ذكره الخليل إلا لضرورة التكميل في بعض الأماكن. وحكاية أبي الأزهر هذه نقلها الزملكاني في شرحه: ٢/ ١٦١.
(٤) في (ب) الواق.
(٥) في (أ) ثم.
(٦) معجم البلدان: ٣/ ٣٢٧، وهو بكسر الشّين وفتحها. انظر إصلاح المنطق: ٣٢.
(٧) في (ب) قصدت لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>