للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإِضافةِ ورَدُّه إلى واحد من هذه الوجوهِ المحتملةِ، فكذلك تلخيصُ تلك وردّها. مثلها ها هنا منصبُّ على المَصدَرِ والمعنى محتَمِلة مثل احتِمالِها.

قال جارُ الله: "فصلٌ؛ وقد أُضيفَ المُسمَّى إلى اسمه في نحوِ قولِهم: لقيتُه ذاتَ مرَّةٍ، وذاتَ ليلةٍ، ومررتُ به ذاتَ يومٍ، وداره ذاتَ اليمينِ، وذاتَ الشِّمالِ، وسِرنا ذا صباحٍ، قال أَنسُ بن مُدرِكَة الخَثْعَمِيّ (١):

عَزَمْتُ على إقامةِ ذي صَباحٍ … لَأمرٍ ما يُسَوِّدُ من يَسُودُ (٢)

وقال الكُميتُ (٣):

إليكُم ذَوي آل النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ … نَوازعُ من قَلبِي ضِماءٌ وأُلْبُبُ"

قال المشرِّحُ: هذه الإِضافةُ من بابِ إضافةِ المُسَمَّى إلى اسمِه (٤) والمعنى صاحبةُ، هذه اللَّفظةِ التي هي مرّةٌ، فاللفظةُ هي الاسمُ والصاحبةُ هي المعنيَّةُ بالمُسمَّى، وقد ذَكرتُ هذا الفصل في باب المفعولِ فيه. أَنَسُ: بفتح الهَمزةِ والنُّون، ومدرِكةُ بكسرِ الرَّاء (ما) في: "لأمرٍ ما" إبهامية كقولهم: (لأمرٍ ما جَدَعَ قصيرٌ أنفَه) (٥) و (خيرٌ ما جاءت به


(١) جاء في "لُباب الألباب في شرحِ أبياتِ الكِتاب" لابن خَلف: ١/ ١٢٩ وأنشد لأنس بن مدركة الخثعمي، وقَال الجاحظ هو لاياس بن مدركةَ الحنفي. وصحح البغدادي في خزانة الأدب: ١/ ٤٧٦ ما ذهب اليه ابن خلف طبقًا لما ورد في المفصّل. وأنسُ بن مدركة الخَثْعَمِيّ شاعر جاهلي. لم أقف له على ترجمة.
(٢) توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٦٤، والخوارزمي: ٣٧، وزين العرب: ٢٤ وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٢، والزملكاني: ٢/ ١٦١ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١١٦، انظر شرح أبياته لابن خلف: ١/ ١٢٩ وشرحها لابن السيرافي: ١/ ٣٨٨، وشرحها للكوفي: ٤١، ١٧٧. وفرحة الأديب: ٢١ وانظر المقتضب: ٤/ ٤٣٥، والخصائص: ٣/ ٣٢، وأمالي ابن الشجري: ١/ ١٨٦، وخزانة الأدب: ١/ ٤٧٦، ٢/ ٥٤٥.
(٣) توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٦٥، والخوارزمي: ٣٧، وزين العرب: ٢٤، وشرح ابن يعيش: ٣/ ١٢، ١٥٥، والزّملكاني: ٢/ ١٦١ وانظر: الخصائص: ٣/ ٢٧، والمحتسب: ١/ ٣٤٧، والخزانة: ٢/ ٢٠٥.
(٤) في (ب) اسمها.
(٥) انظر: الدرة الفاخرة: ١/ ١٠٦، والمستقصى: ٢/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>