للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلكَ أن موتَه إذا كان فاجِعًا كان ضررًا، وإذا كان موتُه ضَرَرًا كانت (١) حياتُه نَفعًا ضَرورةً، كأنَّه (٢) قالَ: حياتُك لا نَفعٌ ولا غيرُ نفعٍ صدرُ البيتِ الأول (٣):

وأنتَ امرؤٌ مِنَّا خُلِقتَ لِغيرِنَا … حَياتُكَ لا نَفعٌ وموتُكَ فاجِعُ

وأنتَ على ما كان مِنكَ ابنُ حُرّةٍ … أَبِيٌّ بما يَرضَى به الخَصمُ مانِعُ

وفيكَ خِصَالٌ صَالِحاتٌ يَشِينُها … لَكَ ابنُ أخٍ عَبدُ الخَلِيقةِ راضِعُ

يقول: وأنت على ما فيك من تَركِ معامَلَتِك لنا بالجَميل كريمٌ تَأبَى أن تُضامَ وأن يَنَالَ مِنك خَصمُكَ ما يَرضاه [والخَليقةُ هي الطَّبيعةُ] (٤)، وعبدُ الخَليقةِ يعني أنَّ طبعَه في الخِسّةِ واللُّؤمِ كَطَبع العَبدِ الرَّاضِعِ هو اللَّئيمِ. هذا الشِّعرُ للضَّحَّاكِ بنِ هَنَّامٍ الرُّقاشِيّ، وهو في الكتابِ منسوبٌ إلى رَجُلٍ من بني سَلُولٍ، والمقولُ فيه الشعر هو الحَضَينُ بن المُنذِر.

قالَ جارُ اللهِ: "وقد أَجازَ المُبَرّدُ في السَّعةِ أن يُقالَ: لا رَجُلٌ في الدارِ، ولا زيدٌ عِندنا".

قال المشرّحُ: لا رجلٌ في الدارِ عندَ المُبَرِّدِ يجوزُ وعندَنا لا يجوزُ


(١) في (ب) كان.
(٢) في (ب) أنه.
(٣) البيت كما أوضح الشارح للضحّاك بن هنّام الرقاشي: ونسبه سيبويه إلى رجل من سلول، ونسبه المراغي في المنخّل إلى حضين بن المنذر، ووردت المقطوعة في حماسة البحتري: ١١٦ منسوبة إلى أبي زبيد الطائي، ولم ترد المقطوعة فيما نسب إلى أبي زبيد في مجموع شعره الذي جمعه وحققه الدكتور نوري حمودي القيسي. والضحّاك بن هنام الرقاشي الذي ينسب إليه البيت ترجمته في الخزانة ٢/ ٨٩ والحضين بن المنذر الذي ينسب إليه أحيانًا هو من بني رقاش أيضًا تابعي، شاعر مقلٌ من فرسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، معه راية علي وعمره تسع عشرة سنة أخباره في المؤتلف: ٨٧، واللآلي: ٨١٦، والخزانة: ٢/ ٨٩.
توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٥٦، والخوارزمي: ٣٢، وزين العرب: ٢١، وشرح ابن يعيش: ٢/ ١١٢، والأندلسي: ١/ ٣١٠، والزملكاني: ٢/ ١٣٧ والبيت من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣٥٨، وانظر شرح أبياته لابن السيرافي: ١/ ٥٢٠، وشرحها للكوفي. ١١٤، ١٩٧، وانظر شرح الأشموني: ٢/ ١٨، والخزانة: ٢/ ٨٩.
(٤) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>