للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وله شرائطُ، أحدُها: - أن يكونَ الاسمُ علمًا، والثانية: - أن يكونَ غيرَ مضافٍ، والثالثة: - أن لا يكونَ مندوبًا ولا مستغاثًا، الرابعةُ: - أن تزيدَ عدّته على ثلاثة أحرف".

قالَ المشرِّحُ: شَرَطَ العلميَّةَ في الترخيمِ، لأنَّ العلمَ أشهرُ، فيكونُ الحذفُ منه أقلَّ التباسًا (١)، والترخيمُ إنما يكونُ ولا محلّ (٢) التباس (٣)، قال ابنُ السرّاج: ونعتُ المرخَّمِ عندي قبيحٌ، كما قالَ الفَرَّاءُ، من أجلِ أن لا يُرَخَّمَ الاسمُ إلّا وقد عُلِمَ ما حذفَ منه ومن عُنِيَ به، فإن احتيج إلى النعتَ للفرقِ فَرَدُّ ما يَسقُطُ منه أولى. وعَدَمُ الإِضافةِ إزالةُ اللَّبسةِ فيه، والترخيمُ إثباتُها فيتناقضان، ومن ثَمَّ حُمِلَ قول الراجز (٤).

مُهرَ أبي الحَبحَابِ لا تَشِلّيِ

على أنّه منادى مضاف، وإنما دَخلت الكسرةُ في اللّامِ من "تشلِّ" لالتقاءِ الساكنين، وتبعها الياء للإِطلاقِ (٥)، ويشهدُ لذلك قوله بعد ذلك:

بَاركَ فيكَ اللهُ من ذي إلِّ

ولو كان يريدُ مهرة لقال: من ذاتِ إلٍّ. وأن لا يكونَ المنادى مندوبًا ولا مستغاثًا، لأنَّ مقام النّدبةِ والاستغاثةِ مقامُ الاحتياطِ، ولذلك لا يحذفُ حرفُ


(١) في (أ) التباسًا.
(٢) في (ب) مقام.
(٣) في (أ) الالتباس.
(٤) البيت لأبي الخضر اليربوعيّ، كذا قال الصُّغاني.
أنشده ابن السّكيت في إصلاح المنطق: ٢١ انظر شرح أبياته لابن السيرافي: ورقة: ١٤ ورواية المؤلف هنا كرواية ابن السكيت. قال الصَّغاني في التكملة يردَّ عليه: كذا أنشده ابن السكيت والرواية: "مُهرَ أبي الحارث" وأبو الحارث بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان. "التكملة: ٥/ ٤٠٦" وانظر مقدمة "العُباب" للصغاني أيضًا.
(٥) في (أ) الأطراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>