للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المشرحُ: الأمثلةُ التي يوزن بها أعلامٌ أيضًا لأنَّها دلت على معنى دلالة تتضمنُ الإِشارة إليه [فتكون أعلامًا على أنها دلت على معنى دلالةً يتضمنُ الإِشارة إليه] (١) فلأنَّك متى قلتَ وزن طلحةَ فعلةُ فكأنَّك قلتَ: وَزنُ طَلحةَ هذا الوزنُ المَخصوص، ومتى دَلّت على مَعنًى دلالةً تتضمن الإِشارة إليه فقد تَمَّ دلالتها على معنى دلالة تتضمنُ الإِشارة إليه على وجه الإِفرادِ والاستبدادِ، فإن سألتَ: فإذا كانت هذه الأمثلة فلم نُوّنت في قولهم فاعلَ يفاعلُ مفاعلةً وفعلَل يفعللُ فعللةً؟ أجبتُ: ذلك تنوينُ المماثلةِ لا تنوينُ علم الصرف لاطرادِ الممثلِ بخلافِ الممثلِ ها هُنا فإنَّه لم (٢) يَطرد. وفي كلامِ الشيخ ها هنا لطيفةٌ: وهي أنه كما مَثَّل كلامه فقد استشهد في ضمنِ التَّمثيل بحكم المسألةِ، ألا تَرى أنَّ في قوله: فعلان الذي مؤنثه فعلى معرفةً، وهو صفةٌ لِفعلانَ وإذا كانت الصّفةُ معرفةً لَزِمَ أن يكون الموصوفُ معرفًا أيضًا، وكون الموصوفِ معرفةً هو حكمُ المسألةِ [، وأفعلَ صفة لا تتصرفُ حال عن أفعلَ، وذلك يَدُلُّ على كونِه معرفةً، وهو حكمُ المسألةِ] (٣)، وكذلك فَعَلة وأَفعَلَ في قوله (٤): ووزن طَلحة وأصبع فعلة وأفعل لأنَّ المعنى وزن طلحةَ وأصبعَ هذان الوزنان.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ وقد يغلبُ على بعضِ الأسماءِ الشائعةِ على أحدِ المسميين به فيصيرُ علمًا بالغلبةِ، وذلك نحو: ابنُ عمَر، وابن عباسٍ، وابنُ مسعودٍ، غَلَبَت على العَبادِلةِ دونَ من عَداهم من أبناءِ آبائهم، وكذلِكَ ابنُ الزُّبَيرِ غَلَبَ على عبد الله دون غيره من أبناء الزُّبير، وابنُ الصَّعقِ، وابنُ كراعِ، وابنُ دَالانِ، غالبةٌ على يزيدَ وسويدٍ، وجابِرٍ، بحيث لا يذهبُ الوهمُ إلى أحدٍ من إخوَتهم".

قالَ المشرَحُ: الأعلامُ على ضربين: قَصدية، واتّفاقِيّة، فالقصديةُ ما لو


(١) في (أ) فقط.
(٢) في (أ) لا.
(٣) في (أ) فقط.
(٤) في (أ) قولهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>