للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} من باب إدغام الكاف في مثله (١) وكذلك: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} وقوله: {خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} من باب إدغام القاف في الكاف و {مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا} من باب إدغام الكاف في القاف. ابن السَرَّاج (٢): وإدغام الكاف فيها أحسن من إدغامها هي في الكاف، وهذا لأن القاف أقرب إلى حروف الحلق من الكاف.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) والجيم تدغم في مثلها نحو (أخرج جابرًا) وفي الشين نحو (أخرج شيئًا)، قال الله تعالى (٣): {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} وروى اليَزِيْدِيُّ عن أبي عمرٍو إدغامها في التاء في قوله تعالى (٤): {ذِي الْمَعَارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ} ".

قال المُشَرِّحُ: هذا كما تدغم التاء في الجيم نحو: {لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} (٥).

قال جارُ اللَّه: "وتدغم فيها الطاء والدال والتاء والضاد والذال والثاء نحو (اربط حملًا) و (أحمد جّابرًا) و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} (٦) و (احفظْ جَّارك)، و {إِذْ جَاءُوكُمْ} (٧) و (لم يَلْبَثْ جّالسًا) ".

قال المُشَرِّحُ: حمزة والكسائي: لا يدغمان الذال في الجيم لأن بينهما بوادي ومفاوز لكون الذال لثوية، وكون الجيم شجرية وإنما أدغمها أبو عمرو فيها لأن الدال والذال أختان فلما حسن إدغام الدال في الجيم حسن إدغام الذال فيها.


(١) في (أ) في "القاف".
(٢) الأصول: ٣/ ٤١٦.
(٣) سورة الفتح: آية: ٢٩.
(٤) سورة المعارج: الآيتان: ٣، ٤.
(٥) سورة غافر: آية: ٤٩.
(٦) سورة الحج: آية: ٣٦.
(٧) سورة الأحزاب: آية: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>