للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ اللَّه "والعين تدغم في مثلها كقولك: ادفع عليًا وقوله (١): {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ}، وفي الحاء وقعت بعدها أو قبلها، كقولك: (ارفع حاتمًا) و (اذبح عتودًا): (ارفحاتما) و (اذبحتودا) ".

قال المُشَرِّحُ: هذا أيضًا من قبيل ما ذكرناه من أن العين أدخل في الحلق من الحاء.

قال جارُ اللَّه: "وقد روى اليَزِيْدِيُّ عن أبي عمرو (٢): {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} بإدغام الحاء في العين، ولا يدغم فيها إلا مثلها".

قال المُشَرِّحُ: روى اليزيدي عن أبي عمرو أن من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} قال اليَزِيْديّ وكان أبو عمرو ولا يَرى ذلك وعليه سيبويه وأصحابه، وهو الوَجه وذلك أنَّ العين فيما يهرب منه إلى الحاء إذا اجتمعت مع الهاء تقلب الهاء حاء.

قال جارُ اللَّه: "فإذا اجتمع العين والحاء جاز قلبهما حاءين وإدغامهما نحو قولك: (معهم) و (احبه عتبه) (محم و (واجبحّتبه).

قال المُشَرِّحُ: جاز ذلك لتكون الحاء وسطًا بين الحرفين لموافقتهما العين في المخرج والهاء في الهمس لأن التقاء الحاءين عليهم أسهل من الجهر والشدة مهموسة وهي رخوة، والهمس والرخاوة أسهل من الجهر والشدة.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ): والحاء تُدغم (٣) في مثلها نحو (اذبح حَملًا) وقوله تعالى (٤): {لَا أَبْرَحُ حَتَّى} وتدغم فيها الهاء والعين".


(١) سورة البقرة: آية: ٢٥٥.
(٢) سورة آل عمران: ١٨٥.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) سورة الكهف: آية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>